منتدى ليبيا السلفية
السلام عليكم وحمة الله وبركاته


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى ليبيا السلفية
السلام عليكم وحمة الله وبركاته
منتدى ليبيا السلفية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تفسير سورة العصر لفضيلة الشيخ صالح السحيمي حفظه الله (تفريغ)

3 مشترك

اذهب الى الأسفل

موضوع عادى تفسير سورة العصر لفضيلة الشيخ صالح السحيمي حفظه الله (تفريغ)

مُساهمة من طرف أبو أيوب الأربعاء يوليو 25, 2007 11:52 pm

بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير سورة العصر
فضيلة الشيخ صالح السحيمي حفظه الله


بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد:
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه المبين: (وَالْعَصْرِ . إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ . إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ)(سورة العصر).

هذه السورة العظيمة القليلة في مبناها، والعظيمة في معناها، من فهمها عرف طريق الهدى الذي يجب أن يتبعه من طريق الضلال الذي يجب أن يتجنبه.
لأن هذه السورة العظيمة بينت طريقين لا ثالث لهما: إما طريق الهدى والرشاد وهو الاتصاف بهذه الصفات الأربع، وإما طريق الخسران والهلاك والوبال - والعياذ بالله - وهو ما خرج عن هذا الطريق.

لذلك فإن الله سبحانه وتعالى قد بين في هذه السورة ما يكون نوراً للمؤمن يضيء له الطريق ويبين له السبيل (وَالْعَصْرِ . إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ . إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ).

أقسم الله عز وجل بالعصر وهو الدهر كله أو وقت العصر على التفسيرين المعروفين.
والله عز وجل يقسم بما شاء من خلقه، وقد أقسم بالعصر، والليل، والشمس والقمر، والليل والنهار، والشمس والضحى، كذلك أقسم بكثيرٍ، أقسم بمواقع النجوم وأقسم بيوم القيامة وأقسم بمكة المكرمة (لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ)(البلد:1).
وأقسم بنفسه سبحانه وتعالى: (فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ)(المعارج:40).

لكن يا عبد الله هذا القسم خاص بالله رب العالمين ولا يجوز للإنسان أن يقسم بمثل هذه الأقسام إذ أن ذلك خاص بالله سبحانه والله جل وعلا يقسم بما شاء من مخلوقاته.
أما الإنسان المسلم ليس له أن يقسم إلا بالله أو بصفة من صفاته فلا يقسم بالأمانة ولا بالكعبة ولا بالنبي صلى الله عليه وسلم ولا بالشرف ولا بالحياة ولا بالعيال ولا بأي مخلوق كان إذ أن ذلك شرك بالله جل وعلا.

كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من حلف بغير الله فقد كفر) وفي رواية: (من حلف بغير الله فقد أشرك).
ويقول عليه الصلاة والسلام: (لا تحلفوا بآبائكم من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت).
ويقول الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (لأن أحلف بالله كاذباً أحب إليّ من أن أحلف بغيره صادقاً).

لماذا؟ أليس الحلف بالله على الكذب هي اليمين الغموس؟ وهي خطيرة؟
بلى، ولكن مع خطورتها فإن الحَلِف بغير الله أخطر منها، لأنه شرك بالله جل وعلا.
فلا نقول والنبي ولا والكعبة ولا والرسول صلى الله عليه وسلم ولا والقبة.
بعض الجهلة الآن يقول وهذه القبة الخضراء ما شأن القبة الخضراء القبة كسائر القباب لا قيمة لها والحلف يكون بالله جل وعلا ولو أزيلت القبة لبقي القبر الشريف على شرفه ولا ينقص بإزالة هذه القبة شيئاً هذه القبة بنيت قريباً في العصور المتأخرة في الدولة العثمانية وحتى لو كانت قديمة فإنه لا ينبغي أن يقسم بها ولا بغيرها.

وكون الإنسان يحلف بما يجد له تعظيماً في نفسه هذه جريمة، شرك حتى لو كان أفضل الخلق الرسول صلى الله عليه وسلم، هل يجوز أن نقسم به؟ لايجوز، أفضل الجمادات ماهو؟ الكعبة، هل يجوز أن نقسم بها؟ لا يجوز.

لا يجوز أن يقسم المسلم إلا بالله، لكن الشيطان قد يغرس في أذهان الناس خرافة قَلَّ أن تُقْتَلَعَ من أذهانهم أو يصعب أن تُقْتَلَعَ من أذهانهم لأنهم شبَّ عليها الصغير ونشأ عليها الكبير فأصبحت من العادات المستحكمة.

يعني واحد قلت له مرة: (لماذا تقول والنبي؟) قال: (والنبي ما أقولها مرة أخرى) يعني أصبحت عادة مستحكمة والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك).

ثم هناك شيء آخر ألقاه الشيطان في روع بعض الناس الذين يقدسون أصحاب القبور أكثر مما يقدسون الله عز وجل وهو أنه قال يقول له إبليس قال يعني أخبرني أحد الإخوة ممن كان مبتلىً بهذا التخريف ثم أنار الله بصيرته وتحرر من ربقة الشرك كان يتعلق بالأشخاص والأولياء ويطلبهم من دون الله وينذر لهم ويذبح لهم ويتقرب إليهم ويتخذهم وسطاء بينه وبين الله سبحانه وتعالى فلما منَّ الله عليه أخبر ببعض ما كان يفعل من ذلك أنه يقول: إن شيخ الطريقة كان يغتسل لهم في صحن ثم يأخذون هذا الماء ويشربونه (شيء يجعل الواحد يستغرب نسأل الله العافية والسلامة) يعني هذه فضلات الشيخ طيبة يصبها على رأسه مروراً ببعض المناطق ويشربها الناس!.

أرأيتم أسخف من الإنسان إذا عطل عقله (إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً)(الفرقان:44) أخبر الله عن عباد الأصنام يقول الأنعام أفقه منهم لأن الأنعام توجهها فتتوجه أما هذا فتقول له: (أعبد الله وحده) فيقول: (أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ)(ص:5) بخلاف الحمار تقول له: (امش يمين) يمشي يمين، (امش يسار) يمشي يسار، توجهه لليمين يتوجه توجهه للأمام يتوجه توجهه إلى أي جهة يتوجه لكن من عطل عقله وعبد الأصنام أينما توجهه لا يأت بخير.

كذلك عباد القبور في هذا العصر تنصحه تقول له: (يا أخي لا تتعلق، أصحاب القبور لا يملكون شيئاً إن كانوا عباداً صالحين سلم عليهم ثم انصرف، سلّم عليهم السلام المشروع، وإن كانوا غير ذلك فالله يتولاهم)، يقول لك: (لا، هؤلاء فيهم بركة، هؤلاء نتخذهم شفعاء عند الله).
ما الفرق بين من يقول هذا الكلام وبين من يقول في اللات والعزى (مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى)(الزمر:3) ما الفرق بين من يتخذ ولياً أو نبياً أو رجلاً صالحاً في قدره واسطة بينه وبين الله وبين من يتخذ اللات والعزى ومناة وهبل واسطة بينه وبين الله والله لا فرق والله لا فرق.

لا فرق بين من يتخذ النبي صلى الله عليه وسلم واسطة بينه وبين الله في غير الاتباع انتبه إلى كلمة في غير الاتباع يعني من يزعم أنه يقربه إلى الله إذا ناداه وقال: (يا رسول الله أغثني) أو (أعطني) لا فرق بينه وبين من يطلب اللات والعزى ومناة وهبل لا فرق الكل واحد.

الكل واحد من جهة ماذا؟ من جهة المعبود أو من جهة العابد؟ من جهة العابد، أما المعبود فلا يقارن بغيره عليه الصلاة والسلام بأبي هو وأمي فهو أفضل الخلق ويجب أن نحبه أكثر مما نحب أنفسنا وأهلينا ووالدينا وأولادنا والناس أجمعين.
ولكن هذا لا يكون بعبادته ولا بدعائه من دون الله وإنما يكون باتباعه والسير على نهجه ومحبته والشوق إلى لقائه يوم القيامة وصحبته في الجنة والعض على سنته بالنواجذ هذه محبته عليه الصلاة والسلام أما دعاؤه وعبادته أو الاستغاثة به فليست والله محبة له أبداً بل هي دعوى
والدعاوى إن لم تقيموا عليها بينات أبناؤها أدعياء

ثم الشيطان كما قلت ألقى في نفوس هؤلاء أغلوطة خطيرة جداً، يقول لك: (أنا عندما أحلف بالله وأتجرأ على الحلف لأن الله غفور رحيم حتى لو أنه كذب) البعيد يعني الله يغفر ويرحم لكن لما يحلف بحضرة الشيخ صاحب القبة هنا الشيخ ينتقم سريعاً ما يصبر ما يغفر العقاب ما يرحم كأن المغفرة والرحمة في يده.

سرق أحدهم في بلد ما من بلاد المسلمين فجاءوا بالسارق ليعترف فجاءوا له بالمصحف وحلف في المسجد خمسين يميناً بأنه لم يسرق، لكن هم بحكم معرفتهم بطباع المشركين عباد القبور قالوا: (لا، نذهب به إلى قبر شيخه عند القبة ونقول له: احلف بالشيخ في هذا المكان) فلما أدخلوه عند مقصورة الشيخ المقبور الذي يطوف به بعض الناس من دون الله ويعبدونه ويذبحون له وتنذرون له قال: (لا، والله أنا سرقت، الحقيقة أني أنا سرقت) ليه يا شيخ لماذا؟ قال: (والله، الله غفور رحيم لكن الشيخ [...] لا يغفر ولا يتحمل يعاقبني فوراً).

سبحان الله، لا إله إلا أنت سبحانك هذا بهتان عظيم انتبهوا يا إخوان انتبهوا الأمر خطير جداً التعلق بالمقبورين، ولذلك لا ينبغي للمسلم أن يقسم بغير الله، من هنا كان الحلف بغير الله أخطر من الحلف بالله على الكذب لأن الحلف بغير الله شرك والحلف بالله على الكذب معصية والكل ذنب لكن ذنب أعظم من ذنب، هل انتبهت؟ طيب.

(وَالْعَصْرِ . إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ) أقسم الله بالعصر أن كل الناس خاسرون إلا من استثنى الله عز وجل و(ال) في (الإنسان) للاستغراق أي كل الناس خاسرون إلا من سلك طريق الهدى والرشد (إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ) وتلك هي الخسارة العظمى التي لا تعدلها خسارة قال الله عز وجل: (قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ)(الزمر:15) الخسارة يوم القيامة أعظم من خسارة المال، خسارة الصفقة التجارية، وخسارة الولد الذي يمكن أن يُعوض بولد آخر ونحو ذلك، لكن تلك خسارة أبدية (إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)(الزمر:15).

(إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ) ثم بين طريق السلامة من الخسران بقوله: (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) إلا الذين آمنوا بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً وطبقوا ما يقتضيه ذلك ظاهراً وباطناً.
آمنوا بالله عز وجل حق الإيمان واجتهدوا في طاعته آمنوا بقلوبهم، قالوا بألسنتهم، وعملوا بجوارحهم.

آمنوا بعد العلم بأن الإيمان لا يكون إيماناً صادقاً إلا إذا كان مبنياً على العلم الشرعي المستمد من كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
(إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ) ثم أَتْبَعُوا القول بالعمل لأن العمل هو ثمرة العلم وعلم بلا عمل حجة على صاحبه لا قيمة له.

والذي يدعي العلم ولا يعمل جاء في حقه تحذير تخويف كبير عظيم ووعيد شديد.
قال الله عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ . كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ)(الصف:2-3).
يقول تبارك وتعالى: (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ)(البقرة:44).

ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة أول من تُسَعَّر بهم النار ... - وذكر منهم - القارئ الذي يقرئ الناس ويعلمهم ثم يؤتى به فيعرف نعمة الله فيعرفها ثم يقال له: (ماذا عملت فيها) فيقول: (يارب تعلمت كتابك وأقرأته الناس) فيقال: (لا، ولكنك قرأت ليقال: (إنك قارئ)) فيؤمر به فيسحب على وجهه في النار) والعياذ بالله.

وعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يؤتى بالرجل يوم القيامة فتندلق أقتاب بطنه في النار فيدور بها كما يدور الحمار بالرحى - والعياذ بالله - - الرحى: الدولاب الذي كان يخرج به الماء - فيقال له: (يافلان، ألم تكن تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر) قال: (بلى، كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه وأنهاكم عن المنكر وآتيه) والعياذ بالله.

فلا بد من إتباع العلم بماذا؟ بالعمل (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ)، (ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي ولكن الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل) كما يقول الحسن البصري رحمه الله تعالى.

رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسادكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم) فما هي إلا الأعمال بعد رحمة الله سبحانه وتعالى (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ)(فصلت:46).

ثم قال الصفة الثالثة (وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ) التواصي بالحق تعني الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى والاجتهاد في طاعته والعمل بما يرضيه وتبليغ ذلك للناس ودعوتهم إليه بالحكمة والموعظة الحسنة وبيان الحق بدليله للناس حتى تكون مشعل هداية وقدوة في الخير (بلغوا عني ولو آية).

وهذا بعد أن تفهم ما تريد أن تبلغه ولا تتكلم فيه بالجهل لأن من يتكلم في الشرع بالجهل يقع في مزالق خطيرة في غاية من الخطورة، وعليه أن يرجع إلى أهل العلم، ويقول فيما لا يعلم لا أعلم، كما يقال: (نصف العلم لا أدري).

الإمام مالك رحمه الله تعالى يُسأل عن أربعين مسألة فيجيب عن اثنتين ويقول في الباقي: (لا أدري) قال له السائل: (أنت أبو عبد الله مالك بن أنس ولا تدري) قال: (اذهب إلى الأمصار فأخبرهم جميعاً أن مالك لا يدري).

وهو قد يعلم لكن قد يكون يتورع في بعض المسائل أو أن فيها أقوالاً متعددة لأهل العلم ويتورع عن الفتيا فيها، وهو هو، وهو هو، كما تعلمون الذي قيل فيه: (لا يفتى ومالك في المدينة) رحمه الله تعالى رحمة واسعة.

فتنبهوا يا إخواني الأمر جد خطير (وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ) لا بد من التواصي بالحق وبقول الحق وببيان المنهج الحق والدعوة إلى الله على بصيرة (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ)(يوسف:108).

فادع إلى الله على بصيرة يا عبد الله واجتهد في طاعة الله واجتهد فيما يقربك إلى الله، ولا تدع هكذا بالأحاديث الضعيفة والقصص والمنامات والخيالات والكرامات المدعاة التي يدعيها بعض المساكين والجهلة.

وإنما ادع إلى الله بالعلم المستمد من كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ووفق منهج السلف الصالح لأن هذا هو طريق الهدى والرشاد وطريق الخير والفلاح.

فانتبه يا عبد الله وكن على بصيرة من أمرك قبل أن يزل لسانك بكلمة بدون علم توقعك في متاهات لا تحمد عقباها.

(وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ) والدعوة إلى الله لابد أن تكون مبنية على الحق على الهدى على أمور واضحة.

(وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) من أبرز صفات طالب العلم والداعي إلى الله عز وجل أن يكون صابراً محتسباً، (والصبر ضياء) يضيء للمسلم طريقه كما أخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم في قوله: (والصبر ضياء)، ضياء، ما معنى ضياء؟ نور يضيء لك الطريق ويفتح الله لك به الأبواب المغلقة، (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ)(الزمر:10).

والصبر ثلاثة أنواع: صبر على طاعة الله، وصبر عن معصية الله، وصبر على أقدار الله.

(وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا)(الكهف:28).

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (والصبر ضياء).

ولذلك ذكر الله الصبر في القرآن في أكثر من تسعين موضعاً مما يدل على أهميته في حياة المؤمن، وبخاصة طالب العلم، ومن يدعو إلى الله، يحتاج إلى صبر وتحمل وأناة وحلم، لأن الحلم ما يكون في شيء إلا زانه ولا يكون العنف في شيء إلا شانه.

فاتق الله يا عبد الله وكن رفيقاً صابراً واسع الصدر حليماً على إخوانك تبين لهم الحق بدليله لا تغضب ولا تُسَفِّه ولا تُجَرِّح ولا تكن سخاباً سليط اللسان كما هو شأن بعض الناس.

(وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ)، (الصبر ضياء)، الصبر لا يعني السكوت على الحق ولا يعني أن يذوب المسلم مع أهل البدع والضلال والمناهج المنحرفة والأفكار الهدامة هذا لا يسمى صبر هذا يسمى مداهنة وضياع.

فتَنَبَّه يا عبد الله، تنبه لذلك فإنه طريق الهدى والرشاد وكن من هؤلاء من أصحاب هذه الصفات الأربع (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ).

هذه السورة العظيمة التي قال فيها الإمام الشافعي رحمه الله: (لو ما أنزل الله على خلقه إلا هذه السورة ...) أو (... حجة إلا هذه السورة لكفتهم).

فعلينا أن نتدبر القرآن وأن نعيه وأن نجتهد في تأمله وتدبره (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافاً كَثِيراً)(النساء:82).

أبو أيوب
سلفي جديد
سلفي جديد

عدد المساهمات : 13
تاريخ التسجيل : 28/05/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

موضوع عادى رد: تفسير سورة العصر لفضيلة الشيخ صالح السحيمي حفظه الله (تفريغ)

مُساهمة من طرف admin الخميس يوليو 26, 2007 7:31 pm

جزاك الله خيرا

admin
فريق الدعم
فريق الدعم

ذكر عدد المساهمات : 143
علم الدولة : تفسير سورة العصر لفضيلة الشيخ صالح السحيمي حفظه الله (تفريغ) 110
الاوسمة : تفسير سورة العصر لفضيلة الشيخ صالح السحيمي حفظه الله (تفريغ) Empty
تاريخ التسجيل : 16/05/2007

https://libyaalsalafi.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

موضوع عادى رد: تفسير سورة العصر لفضيلة الشيخ صالح السحيمي حفظه الله (تفريغ)

مُساهمة من طرف عبدالله بن عيسى محمد الأحد يوليو 19, 2009 11:17 pm

جزاك الله خيرا
وحفظ الله الشيخ

عبدالله بن عيسى محمد
سلفي جديد
سلفي جديد

عدد المساهمات : 67
علم الدولة : تفسير سورة العصر لفضيلة الشيخ صالح السحيمي حفظه الله (تفريغ) Ly10
تاريخ التسجيل : 07/04/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى