منتدى ليبيا السلفية
السلام عليكم وحمة الله وبركاته


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى ليبيا السلفية
السلام عليكم وحمة الله وبركاته
منتدى ليبيا السلفية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تأكيد ما ورد في مقال أطوار سيد قطب في وحدة الوجود ودفع شبه ا

اذهب الى الأسفل

موضوع عادى تأكيد ما ورد في مقال أطوار سيد قطب في وحدة الوجود ودفع شبه ا

مُساهمة من طرف ابوذرالسلفي الأحد فبراير 24, 2008 4:28 am

تأكيد ما ورد في مقال أطوار سيد قطب في وحدة الوجود ودفع شبه المعترضين

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على النبي الأمي الأمين، وعلى آله وصحبه الأكرمين .
أما بعد :
فقد اطلعتُ على مقالٍ لأحد المشاركين في (شبكة سحاب) عبر الانترنت تضمّن ردًّا على مقالٍ لي انتقدت فيه سيد قطب في قضيتين :
إحداهما : قول سيد بوحدة الوجود، وترداده لها في شعره ونثره، بدأ من عام 1935م إلى نهاية الخمسينيّات في ((ديوانه)) الشعري، وفي كتابه : ((كتب وشخصيّات))، وفي كتابه : ((في ظلال القرآن)) .
ولقد مات هذا الرجل وهو يطبع هذه الكتب وينشرها، ويعلن عنها في أغلفة كتبه، ولم يحذّر من كتاب واحد من كتبه التي تضمّنت هذه العقيدة الإلحادية وغيرها من الضلالات؛ واستمرَّ أخوه والإخوان المسلمون ينشرون هذه الكتب ويروّجون لها، ولم يُسمع منهم أي انتقاد لهذا الإلحاد .
والمسألة الثانية : وهي الطعنُ في جلّ الصحابة ومَن عاصرهم من خيار التابعين، وعلى رأسهم : عثمان، وطلحة، والزبير، وسعد بن أبي وقاص، والمقداد بن الأسود، ومعاوية، وعمرو بن العاص ـ رضي الله عنهم ـ .
وطعنُه هذا كثير، وجراحُه عميقة جدًّا يدمى لها قلب كل مؤمن صادق الإيمان، وذلك في كتابه المسمى بـ((العدالة الاجتماعية في الإسلام)) الذي ظلم فيه الإسلام بتقرير الاشتراكية الماركسية، وحرّف من أجلِها نصوص القرآن والسنة، وحرّف قواعد الشريعة الإسلامية مجاراة للشيوعيين والاشتراكيين؛ فترك سيد قطب خصوم الشيوعية والاشتراكية ممن يسمونهم بـ(الرأسماليين) المعاصرين، وقفز إلى ما قبل ألف وثلاثمائة وخمسين سنة، إلى أصحاب محمدٍ صلى الله عليه وسلم ـ وعلى رأسهم عثمان ـ يشوههم ويقدح فيهم، يعيد هذا الطعن ويبديه بأسلوب فيه إهانةٌ لهم ويقطر عليهم حقدًا؛ وهو أمرٌ جليٌّ واضح يدركه المسلم والكافر والبر والفاجر والغبي والذكي من الطبعة الأولى لكتاب ((العدالة)) إلى آخر الطبعات وهي الثانية عشرة حسب علمي، وكذلك كتاب ((كتب وشخصيّات)) إلى آخر طبعة من طبعاته .
وهؤلاء المروِّجون لكتب سيد قطب يدّعون إذا جوبهوا بضلالات سيد قطب التي دوّنها في كتبه ومنها هاتان الضلالتان يقولون : أن سيد قطب قد تاب ورجع، ولم يقدِّموا للناس أيّ دليل على رجوعه . وحتى لو فرضنا أنهم قدموا دليلاً على هذا الرجوع فإنه يلغيه ويجعله حبرًا على ورق :
الأول : إصراره وتماديه في طبع هذه الكتب التي تضمنت ضلالاته الكبرى، ونشره لها بدون مبالات إلى أن مات .
والثاني : طبع أخيه لهذه الكتب ونشره بعد موت سيد قطب إلى يومنا هذا؛ وهي مدة طويلة تستغرق أربعة وثلاثين عامـًا .
وتأييد الإخوان المسلمين ومؤسساتهم بطبعها ونشرها وقيامهم بالترويج لها؛ فهم مشاركون لسيد قطب في تحمّل وزر ومسئولية إذاعة هذه الضلالات الكبرى وبثّها في أواسط المسلمين ـ ولا سيّما شباب المسلمين ـ في مشارق الأرض ومغاربها بشتى الطبعات، تتراوح هذه الطبعات ما بين ستّ وعشرين لبعضهاكـ((الظلال)) ، وإلى خمسة عشر، وإلى تسع طبعات .هذا عدا الترجمات الى ببعض اللغات.فهل يجوز نشر هذا الضلال في أوساط شباب مسلمين يريد كثيرٌ منهم الحق فيقع في ضدِّه ألا وهو الباطل لظنِّه أنه حق، ويرد الحق ويخاصمه ويخاصم أهلَه لأنه أصبح يرى أن الحق باطلاً .
وبعد هذه المقدمة الموجزة نقول للكاتب الذي قام بهذا الرد والدفاع مذكِّرين له بقول الله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا كونوا قوّامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيـًّا أو فقيرًا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرًا } .
فهل قمت بمقتضى هذا التوجيه الرباني في هذه الآية من القيام بالقسط والشهادة لله والعدل ومن اجتناب الهوى ... إلخ .
هل قرأتَ كتاب ((العدالة)) فلم تجد فيه إلاّ مدحَ سيد قطب لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، أو على الأقلّ خلوّه من الطعن ؟ .
كان من الواجب عليك قبل أن تتورّط في الدفاع عن سيد قطب بغير علم أن تقرأ الكتاب في آخر طبعاته إن لم تقرأه في طبعاته كلها لتقف على الطعن بنفسك، وتعرف أي الطرفين صادق الدعوى، أهو القائل أن سيد قطب قد أساء جدًّا إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه بطعنه فيهم، بل أساء إلى الإسلام والمسلمين بهذا الطعن . أم هو المدعي لبراءة سيد قطب، وأنه قد حذف فعلاً هذه الإساءات .
ثم بعد هذه القراءة الموصلة إلى الحقيقة تقوم بالقسط الذي فرضه الله، وتقوم بالشهادة لله، لا لأجل هذا أو ذاك .
وواضحٌ أن الكاتب لم يقم بهذا الأمر العظيم الثقيل؛ فهل في استطاعته أن يعتذر عن إخلاله بالقسط، وعدم قيامه بشهادة الحق في أمرٍ عظيم وخطر جسيم ؟ .
وهل يرى أنّ ما قلناه في هذا المقال الموجز من إدانة سيد قطب بعدم الرجوع عن أباطيله، وأنه إن حصل منه تراجع فإنه هو حبرٌ على ورق فقط بدليل إصراره على نشر أباطيله إلى نهاية حياته .
وهل أنت على استعداد لإدانة محمد قطب وأعوانه، وإدانة الإخوان المسلمين ومؤسساتهم في طبع هذه الكتب ونشرها والترويج لها بشكل منقطع النظير ؟ .
أمَا علمتَ أن الله أكثرَ في كتابه المنزَّل من قصص الماضين، وذكر ضلالهم ومصارعهم، وذكر أخطاء قوم صالحين وآخرين تائبين كإخوة يوسف وهم من أبناء الأنبياء ـ عليهم الصلاة والتسليم ـ ؟ .
أمَا ذكر أئمة الإسلام أخطاء أئمة كبار وانتقدوها، وذكروا ضلالات أقوام قد تابوا وأعلنوا توبتَهم، كالجُوَيْني، والغزالي، والرازي، وابن عقيل الحنبلي، والشهرستاني؛ لأن ضلالهم ينتشر في أوساط المسلمين .
فعل أئمة المسلمين ذلك تحذيرًا ونصحـًا لله ولرسوله ولكتابه وللمسلمين .
أما علمت إجماع المسلمين على جواز ـ بل وجوب ـ الردّ على أهل البدع وأهل الباطل والإنكار عليهم، وأنه جهاد ؟ .
ومِن هنا انطلق أئمة الإسلام والسنة في ردودهم وطعونهم في أهل البدع وكشف عوارهم وبيان ضلالهم أحياءً كانوا أم أمواتـًا، ولو مرّ على موتهم القرون .
هل أنت مستعدّ لإدانة الإخوان المسلمين وفصائل القطبيين الذين يخالفون كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم في حمايتهم لأهل البدع وحماية كتبهم التي تحمل من البدع قديمها وحديثها ما لم يعهده المسلمون ويعتبرون النقد والبيان ظلمـًا وعدوانـًا وفتنة ونبشـًا للأموات وتفريقـًا للمسلمين .
كبرت كلمةً تخرج من أفواه المبطلين التي تصيّر الواجب والمعروف منكَرًا والهدى ضلالاً .
2 ـ أشار الكاتب إلى منهج الموازنات . ولي عليه ملاحظة ليس هذا حينها، وأُحيلُه إلى كتب الجرح الخاص، وإلى كتب عقائد السلف، وإلى كتاب منهج أهل السنة والجماعة فى نقد الرجال والكتب والطوائف. ليعلم كيف يكون التعامل الصحيح مع مَن هو دون سيد قطب في البدع، فضلاً عمن يساويه .
3 ـ قال : ((وليسمح لي الشيخ ربيع بهذا التعقيب وهذه الملاحظات على أني أودّ قبل ذلك التنبيه على بعض المسلّمات التي لا أظنّ الشيخ ربيع يخالفني فيها؛ ومن ذلك : أننا نقبل الحق إذا جاء على لسان سيد قطب أو الشيخ ربيع المدخلي، ونرفض الباطل ونردُّه ونرد عليه إذا جاء على لسان الأستاذ سيد قطب أو الشيخ ربيع المدخلي؛ فلسنا صوفية نقدِّسُ هذا أو ذاك، وليس هؤلاء بمعصومين)) .
والتعليق عليه : بأن هذا الكلام جيِّدٌ في الجملة، يقولُه كثيرٌ من الناس، ولكنه عندهم كلام لا يعدو أن يكون نظريـًّا لا واقعَ له، وليس عندهم تطبيقٌ عملي ولا سيّما المخدوعين بأمثال سيد قطب .
ثم ليس معنى هذا الكلام أن نجعل كتب الضلال من مصادر التلقِّي؛ فإن لهذا مخاطره الشديدة، ولهذا حذّر السلفُ من النظر في كتب أهل البدع، ولكنّ كثيرًا من الناس لم يستفيدوا من نصائح أئمة السلف الصالح وتحذيرهم من النظر في كتب البدع، فوقعوا فعلاً في مهاوي الضلال، ولا سيما المخدوعون بسيد قطب .
لكننا نسأل الله لهم ولهذا الرجل أن يوفقوا لتطبيقها على الوجه الصحيح وللأخذ بتوجيهات السلف في التحذير من كتب أهل البدع ومن اعتبارها من مصادر التلقِّي .
4 ـ قال : ((لا أرجو أن يُفهم من تعقيبي هذا أنني أدافع عن أخطاء الأستاذ سيد رحمه الله، بل الخطأ خطأ، ولا يُقبل الخطأ من أيٍّ كان، ولسنا بالذين نستنكر على الشيخ ـ حفظه الله ـ أن ينشر الأخطاء التي وقع فيها سيد رحمه الله)) .
التعليق : إن التعبير عن ضلالات سيد قطب بالخطأ من الكاتب وغيره يهوِّن من شأن هذه الضلالات عند غالب الناس؛ لأن اعتباره من الخطأ عندهم أن صاحب الخطأ معذور، وأحيانـًا مأجور . أما التعبير بلفظ البدع وبلفظ الباطل عن الباطل فإنه يضع الأمور في نصابها، ويحسب الناس له الحساب .
2 ـ أن الأخ الكاتب ممن يعلم ما يجري في الساحات من الدفاع المستميت
من أولياء سيد قطب لا بالحق ولكن بالباطل؛ فهم الذين يستحقون النقد والتعقيب
لا الشيخ ربيع الذي لا يستحقّ إلا الثناء والتأييد لنصره للحق وكبحه لجماح
البطال وأهله .
3 ـ قد يفهم القارئ من سياق هذه الفقرة أن سيد قطب أقرب إلى الحق من الشيخ ربيع .
4 ـ قد مرَّ وقتٌ طويلٌ على كتابات سيد قطب فلم نر تطبيق هذه القاعدة تطبيقـًا صحيحـًا لا من أولياء سيد قطب ولا من هذا الكاتب الذي يرى أن هذه القاعدة من المسلّمات .
وقد مرّ وقتٌ طويلٌ نسبيـًّا على نقدي لسيد قطب فلم نر
تطبيق هذه القاعدة لا من الكاتب ولا من غيره من أولياء سيد قطب، ولم نر لهم تأييدًا ونصرًا لما عند الشيخ ربيع من الحق لا فيما يتعلّق بالعقائد ولا فيما يتعلّق بالطعن في
نبي الله موسى، ولا فيما يتعلّق بالطعن في الصحابة، ولا في غير ذلك من ضلالات
سيد قطب .
فما هو رأي الكاتب ؟، لا ندري .
لكن ندعو الله له بالتوفيق لقول الحق والصدع به .
وننصحه بقراءة كتب الشيخ ربيع قراءة جادّة ثم تطبيق هذه القاعدة تطبيقـًا صحيحـًا، واضعـًا نصب عينيه احترام العقيدة واحترام مقام النبوة ومقام أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، وواضعـًا نصب عينيه قول النبي صلى الله عليه وسلم : ((القضاة ثلاثة : واحد في الجنة، واثنان في النار ...)) الحديث .
كما يجب أن يضع نصب عينيه : ((لعن الله من سبّ أصحابي))، وقوله صلى الله عليه وسلم : ((لا تسبوا أصحابي؛ لو أنفق أحدُكم مثلَ أُحدٍ ذهبـًا ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نصيفَه))، وقوله صلى الله عليه وسلم : ((من سبّ أصحابي فعليه لعنة الله، والملائكة، والناس أجمعين)) حتى يتحاشا تسمية ضلالات سيد قطب بالأخطاء، وحتى ينصف العقائد الإسلامية التي ضلّ فيها سيد قطب، وحتى ينصر الصحابة المعتدى عليهم، ومَن هو أفضلُ منهم : كليمُ الله وصفيّه موسى ـ عليه وعلى نبينا وسائر النبيين أفضل الصلاة والتسليم ـ .
5 ـ وقال : ((ومع ذلك فليس هناك حرجٌ من تبيان الأخطاء التي وقع فيها هو أو غيرُه، وتبيان ما إذا كان قد تراجعَ عنها أم لم يتراجع . ولم يكن الشيخ ربيع
بأول من تكلم في الأخطاء التي وقع فيها سيد قطب رحمه الله، بل سبقه في ذلك الكثيرون؛ فهناك على سبيل المثال كتاب ((المورد الزلال في التنبيه على أخطاء الظلال)) للشيخ عبد الله بن محمد الدويش . نبّه فيه على الكثير من الأخطاء التي وقع فيها الأستاذ سيد قطب .
ومثالٌ آخر : فبعد أن نشر الأستاذ سيد قطب رحمه الله كتاب ((العدالة الاجتماعة)) في مبدء حياته ذات التوجُّه الإسلامي تضمّن كتابه ذاك في طبعاته الأولى إساءات صريحة في بعض الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ كعثمان بن عفان،
ومعاوية بن أبي سفيان ـ رضي الله عنهما ـ، وكان أن انتقده في ذلك الشيخ محمود شاكر ـ رحمه الله ـ، وكان ذلك سببـًا في أن يحذف الأستاذ سيد قطب تلك الإساءات من الطبعة السادسة والأخيرة في حياته رحمه الله، والتي أصدرتها دار إحياء الكتب العربية عام 1964م، وهي طبعة منقّحة، حيث حذف منها العبارات التي أخذ عليه محمود شاكر وغيرُه والمتعلّقة بعثمان ومعاوية ـ رضي الله عنهما ـ، وأضاف لها فصل (التصور الإسلامي والثقافة) أحد فصول ((معالم في الطريق)) . نقلاً عن كتاب ((سيد قطب الأديب الناقد والداعية المجاهد والمفكر المفسر)) ( ص 395 ـ 356 )، للدكتور صالح الخالدي، وتجد مثلَه في كتابه أبي الحسن الندوي : ((شخصيات وكتب)) ( ص 106 ))) .
أقول :
1 ـ يظهر من تصّرف الكاتب أنه كغيره قد تأذّى من تبيان أخطاء سيد قطب، ويرى في ذلك حرجـًا، وأنه لا حرج عليه في الرد على الشيخ ربيع بغير علم ولا حجة .
2 ـ وإذا كان يعلم أنه قد ردّ على سيد قطب من سبقوا الشيخ ربيعـًا في الرد عليه ولعله يعلم أن هؤلاء الرادين على سيد قطب قد أنكروا عليه تكفير الأمة بالباطل، وأن بعضهم أنكر عليه مسائل عقدية كإنكاره لرؤية الله، وأن بعضهم ناقشه في أكثر من مائة وثمانين مسألة، منها : مسائل عقدية كصفة الاستواء وغيرها .
فإن كان يرى أنهم قد أخطأوا في ردودهم على سيد قطب فكان ينبغي أن يبدأ بهم، وإن كانوا مصيبين فكان يجب عليه أن يؤيدهم نصرًا للحق ودحضـًا للباطل وتطبيقـًا للقاعدة المسلّمة التي ذكرَها، ثم يأتي بعدهم إلى ربيع فيدرس ردوده على سيد قطب دراسة متأنّية لنصرة الحق ودحض الباطل؛ فإن وجد الشيخ ربيعـًا مصيبـًا في نقده جميعـًا أيّده، وإن وجد عنده حقـًّا وباطلاً أيّد الحق وردّ الباطل بالحجة والبرهان في كل قضية، ثم يحكم على سيد بما يستحقّه .
ولا أقول هذا لهذا الكاتب فقط، بل أقولُها لكل من يتكلّم في هذه القضايا بغير علم ولا هدى .
3 ـ هكذا يفعل سيد قطب في بداية توجهه الإسلامي، يفتتح هذا التوجه بالاشتراكية الغالية، وبالطعن في أصحاب رسول الله ـ أي : بالرفض ـ؛ وفي أوج حماسته للإسلام المفتتح بما ذكر ينتقده محمود شاكر في هذا الطعن الظالم، فلم يندم، ولم يعتذر، ولم يعلن تراجعه؛ فيصف محمود شاكر ونقده بالصخب ونفض الغبار والأسلوب الصاخب المفرقع، ويستمر في المغالطات وفي الطعن في بني أمية، ثم يرى أنه على حق، ويتوّج هذا التعالي على أصحاب محمد وعلى محمود شاكر بقوله :
((ما كان لي بعد هذا وأنا أملك زمام أعصابي مطمئن إلى الحق الذي أحاوله أن ألقي بالاً إلى صخب مفتعل وتشنّج مصطنع( ).
وما كان لي إلا أن أدعو لصديقي (شاكر) بالشفاء والعافية والراحة مما يعاني، واللهُ لطيفٌ بعباده الأشقياء)) .
هكذا أجاب محمودًا بهذه الإهانات والأسلوب الساخر وتزكية نفسه بأنه مطمئن إلى الحق في طعنه لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، وبعدم المبالات، فضلاً عن التواضع والتوبة والندم .
هذا حصل منه في عام 1952م كما جاء في ردِّه على محمود شاكر في مجلة ((الرسالة)) العدد ( 977 ) .
ويستمر ـ وهو في أوج إسلامه ـ في عدم مبالاته واستشعاره أنه على الحق قرابة ثلاثة عشر عامـًا ـ أي : إلى عام 1964م ـ كما يدّعي الكاتب وحجته الدامغة للشيخ ربيع ما نقله عن صلاح الخالدي الذي أفنى حياتَه في تقديس سيد قطب وتلميعه وتضخيمه لأغراض يعلمها الله، وقد ندرك شيئـًا منها؛ وهلاّ درست ما شئت من طبعات هذا الكتاب من الطبعة السادسة التي تزعم أنه
قد أزال الإساءات إلى أفضل البشر وأكرمهم بعد الأنبياء ـ صلوات الله وسلامه عليهم ـ إلى الطبعة الثانية عشر، ثم خرجت بنتائج صحيحة ترضي أهل الشرع والعقل؛ هلا فعلت ذلك قبل أن تخوض غمار النقد .
وهلاّ درست انتقادي في كتابي ((مطاعن سيد قطب في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم)) ودرسته دراسة العلماء الربانيين الذين لا يريدون إلا وجه الله ونصرة الحق . ثم خرجت بنتائج تثلج صدور فحول النقّاد المؤمنين بالله والموقِّرين لمحمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه .
كيف تستسيغ التقليد الأعمي لشخص من أشدّ الغلاة في سيد قطب السابّ لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، والسابّ لكليمه موسى، والساخر به، والساخر بمن يذبّ عن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم؛ مجمّع أكبر الضلالات والبدع؛ فهلا استحضرتَ أنت والخالدي وأتباع سيد قطب وأنصاره قول النبي صلى الله عليه وسلم : ((لا تسبّوا أصحابي؛ فلو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبـًا ما بلغَ مُدَّ أحدهم ولا نصيفَه))، وقوله : ((لعن الله من لعن أصحابي))، وقوله : ((من سب أصحابي فعليه لعنة الله، والملائكة، والناس أجمعين)) .
وهلا استحضرتم قول أهل السنة بالإجماع أن من انتقص أصحاب محمد أو أحدًا منهم فهو رافضيّ خبيث .
وهلا استحضرتم قول إمام أهل السنة أحمد بن حنبل : ((من انتقص أحدًا من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فاتّهموه على الإسلام)) .
4 ـ يظهر من كلام الأخ الكاتب أنه يرى أن سيدًا قد تراجع عن أخطائه، وقد أكّد هذا بقوله فيما يأتي : ((وكان سيد قطب رجّاعـًا للحق عندما يتبيّن له .
5 ـ وأكدّه بقوله : ((وحذف الإساءات)) . هذا الكلام لا رصيدَ له من الواقع وإلاّ فما هو السرُّ في بقاء هذه الطعون الشنيعة في الطبعات السابقة إلى الطبعة الثانية عشرة، ولعلّ بعدها طبعات أخرى لم نقف عليها .
فما رأيُ الكاتب إن وجد الناس أخبث الطعون الرافضية في الطبعات الأخيرة المشار إليها التي يدعي سيد قطب أنه على الحق فيها، هل يستطيع أن يدين سيد قطب بأنه معاند متمادٍ في الباطل غير رجّاع إلى الحق .

ابوذرالسلفي
سلفي جديد
سلفي جديد

عدد المساهمات : 40
تاريخ التسجيل : 24/02/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

موضوع عادى رد: تأكيد ما ورد في مقال أطوار سيد قطب في وحدة الوجود ودفع شبه ا

مُساهمة من طرف ابوذرالسلفي الأحد فبراير 24, 2008 4:29 am

وهل هو مستعد أن يدين الخالدي وكل من يدّعي لسيد قطب أنه رجّاع إلى الحق بما يستحقون .
لقد أعطيتم هذا الرجل صفة ذلك الصحابي العبقري الخليفة العادل
عمر بن الخطاب، ((وكان وقافـًا عند كتاب الله))، كما قال ابن عباس، وهذا من آثار الغلو المدمّر .
6 ـ ما هي الأخطاء الكثيرة التي كانت في ((الظلال)) ثم تراجع عنها أخيرًا .
فإن كنت عرفت هذا بنفسك فبيِّن لنا ذلك .
وإن كنت ناقلاً هذا عن الخالدي أو غيره فبين لنا ذلك أيضـًا .
ثم لينظر الناس في ذلك ليروا هل هناك تراجع فعلاً عن أخطاء أو هو أضاف أخطاء جديدة إلى الأخطاء القديمة بسبب اكتشافه للمنهج الحركي الجديد . كما يشيد بذلك صلاح الخالدي .
ثم لماذا أبقى عقيدة وحدة الوجود، والحلول، والجبر، والقول بخلق القرآن بأسلوب ملتو كالقول بأنه من صنع الله، وقوله : إن كلام الله هو مجرّد الإرادة . يكرّر ذلك في الظلال وغيره والتصريح بأن أخبار الآحاد لا يبنى عليها عقيدة، وتعطيل صفات الله .
ولماذا لم يتراجع عن الإشتراكية التي صدع بها في ((العدالة الاجتماعية))، ومعركة الإسلام والرأسمالية .
ولماذا لم يتراجع عن التهويش على معجزات النبي صلى الله عليه وسلم وقد دوّنها العلماء في مجلدات، والتي يدين بها أهل السنة جميعـًا وغير أهل السنة من فرق الضلال؛ وكل هذه وغيرها من الضلالات مدوّنة في كتابه ((الظلال)) الذي ينتشر في العالم كله إلى ستّ وعشرين طبعة؛ أفرأيت لو أن سيد قطب تراجع عن بعض هذه الضلالات في كتاب آخر أفيجوز بقاؤها في ((الظلال)) وطبعها ونشرها خلال
هذا الكتاب في العالمين وفي أوساط أمم لا تدري عن ذلك الكتاب أو لا تدري أنّ في هذا الكتاب تراجعـًا عن هذه الضلالة أو تلك ؟ .
قال : ((وإضافة للشيخ محمود شاكر فإننا نجد على سبيل المثال محمد سرور زين العابدين حفظه الله تبيانـًا لبعض الأخطاء التي وقع فيها سيد قطب في حادثة السحر التي وقعت للنبي صلى الله عليه وسلم من اليهودي لبيد بن الأعصم . وذلك في البحوث التي كتبها في السيرة النبوية قبل ما يزيد على ربع قرن، ثم نشرها في كتابه ((دراسات في السيرة النبوية))، وانظر ما ذكره من أخطاء لسيد قطب في ذلك الكتاب، ص 321 ))) .
لا ندري ماذا يريد هذا الكاتب الذي بهذا أورده وهو يتحدّث عن تراجع سيد قطب عن الأخطاء ؟ . فهل هو يريد مدح محمد سرور؛ لأنه قام بواجب النقد والبيان لأخطاء سيد قطب أو أن له قصدًا آخر ؟ .
فإن كان يريد الأمر الأول؛ فقد رجعنا إلى الموضع المشار إليه ( ص 321 ) من الكتاب المذكور، ورجعنا إلى ما قبله وما بعده فوجدنا ما يلي :
أولاً : أنه لم ينتقده إلا في خطأ واحد فقط لا في أخطاء، مع أن سيد قطب قد شارك العقلانيين في هذا الباطل، وهو الطعن في حديث السحر مع أنه قد ورد من عدة طرق صحيحة، وشاركهم في ردّ أحاديث الآحاد في أبواب الاعتقاد وأنه لا تقوم عليها عقيدة .
ثانيـًا :
أ ـ ناقش محمد سرور هؤلاء العقلانيين في قضايا يشاركهم فيها سيد قطب إن لم يكن بالقول فهو يشاركهم فيها بالعمل مثل تقديم العقل على النقل؛ فسيد قطب قد شاركهم في تعطيل صفات الله عز وجل كصفة الاستواء وغيرها في كتابه ((الظلال))، و ((التصوير الفني في القرآن))، و ((مشاهد القرآن في القيامة)) .
ب ـ ومثل إنكار المعجزات النبوية أو تأويلها بأسلوب فيه مناورات وتلبيس أحيانـًا، ويتعلّل لردّها بعلل العقلانيين بأن البشرية قد بلغت سنّ الرشد، وبأن القرآن لا يجبر العقل على الاعتراف بالخوارق أو كما قال، بل صرّح بأن الخوارق في صميمها مناقضة لطبيعة الدين كما في كتاب ((السلام العالمي)) ( ص 42 )، وصرّح بأن معجزة النبي الوحيدة هي القرآن، وهذا المذهب ـ مع ما قبله ـ يرد ألوف الأحاديث .
جـ ـ والدندنة حول رفع عيسى إلى الله حيـًّا بالإشارات بأنه قد توفي
( أي : مات )، وأن حياته كحياة الشهداء .
د ـ وانتقد محمد سرور العقلانيين في موقفهم من الصحابة مع أن سيد قطب قد طعن فيهم أشدّ من طعن العقلانيين ولم ينقده .
هـ ـ وانتقد هيكل في القول بوحدة الوجود ولم ينتقد سيد قطب، وأنكر على المراغي ومحمد رشيد رضا عدم إنكارهما على هيكل وحدة الوجود ولم ينكر على محمد قطب ولا على الإخوان المسلمين ترويجهم لكتب سيد قطب وفيها من البدع الشيء الكثير والخطير، ومنها وحدة الوجود .
ولم يقف محمد سرور عند هذا الحد، بل تجاوز ذلك إلى نسج هالات المدح والتمجيد لسيد قطب ورمي منتقديه بالظلم .
وهذا المنهج الذي سلكه محمد سرور في نقده يبرأ منه الإسلام؛ لأنه يكيل فيه بمكيالين ويغمط فيه الحق وأهله .
وفيه تدريب للغلاة في سيد قطب وأمثاله على المغالطات وإنكار الحقائق .
فمع نقده لمحبِّي سيد قطب ووصفه لهم بأن عقولهم مغلقة مقفلة فإنه بعمله هذا لا يزيدُهم إلاّ بلاء؛ إذ انتقد سيد قطب في مسألة واحدة، ثم أسدل الستار على سائر ضلالاته وناقش شركاءه في ضلالات معيّنة، ولم يشر إلى سيد قطب فيها من بعيد ولا من قريب، ولا يخفى على مثل محمد سرور وقوع سيد قطب فيها .
وهذا عملٌ لا شكّ فيه أنه تدريب لمغلقي العقول على التلبيس والمغالطات والمكابرة .
6 ـ قال الكاتب : ((وأيضـًا للشيخ علوي السقاف صاحب كتاب ((التوسط والاقتصاد في أن الكفر يكون بالقول أو الفعل أو الاعتقاد)) كتاب اسمه :
((تخريج أحاديث وآثار كتاب في ظلال القرآن لسيد قطب)) قال في مقدمته
( ص 5 ـ 6 ) : ((ولما كان هذا الكتاب من الكتب التي يقرؤها الكثير من شباب الدعوة اليوم، وقد لا يملك بعضهم معرفة الصحيح من الضعيف، كما أن مؤلفه
سيد لم يكن من أصحاب هذا الشأن؛ فهو يورد أحاديث كثيرة منها الصحيح والضعيف وما لا أصلَ له . رأيتُ أنّ من أهم ما ينبغي أن يشتغل به طالب العلم هو تنقية الكتب مما شابها من أحاديث لا تصحّ نسبتها إلى المعصوم صلى الله عليه وسلم
ـ وهذا منها ـ حتى تسلك هذه الدعوة الجادّة ولا تخطئ الطريق)) .
هذا العمل من السقاف جيّد لو كان هذا هو العيب الوحيد في الكتاب؛ فكان عليه أن ينتقد ما فيه من ضلالات كبرى ليصحّ قوله : ((حتى تسلك الدعوة الجادة ولا تخطئ))، فإن خطأ الطريق الذي وقع فيه محبّو سيد قطب ليس من هذه الناحية، وإنما وقع من التأثّر بفكره ومنهجه، ولعل الكثير منهم قد ضلّ بعقائده نتيجة لهذا الحب الأهوج والغلو القاتل .
فكان على السقاف إن لم يقم بتنقية كتاب ((الظلال)) من الضلال أن يدعوَ غيرَه إلى القيام بهذا الواجب، فإن تمّ ذلك استقام قوله : ((حتى تسلك الدعوة الجادة ولا تخطئ)) . أما ولم يتحقق ذلك فإن الأمرَ خطير لا سيما ومحبِّي سيد قطب ـ كما وصفهم ـ أعرف الناس بهم وهو محمد سرور : ((ولكن هؤلاء ليسوا على استعداد أن يسمعوا من أحد قوله أخطأ سيد قطب، ولو كان قد أخطأ فعلاً فعقولهم مغلقة مقفلة))، وصاحب الدار أدرى بما فيه، وشهد شاهدٌ من أهلِها .
نسأل الله لهم العافية من هذا الداء وأمثاله .
فهل أنت مع من يدرك أدواء محبِّي سيد قطب ويسعى جادًّا في انتشالهم ؟؛ فإنّ ذلك أنفعُ لهم ولسيد قطب من الدفاع عن أباطيل سيد قطب بأي أسلوب كان .
7 ـ قال صاحب المقال : ((وهناك كتاب ((المورد العذب الزلال)) ولا يحضرني بقية اسم الكتاب الآن، وغيرها من الجهود)) .
صاحب ((المورد العذب الزلال)) ينطلق من منطلق السلف الصالح في نقده؛ فلماذا تقحمه في محبِّي سيد قطب ؟ .
ولو كان أتباع سيد قطب ممن هضم المنهج السلفي لما احتاجوا إلى هذه الجهود ولتخلوا عنه وعن كتبه، بل لحاربوه وحاربوا كتبه كما فعل السلف الصالح بكتبٍ أقلّ ضلالاً وأخفّ خطرًا وضررًا، ولكن الفتنة تعمي وتصم .
8 ـ حاول الكاتب هنا أن يخطئني في تحديد سن
الكهولة والشيخوخة ولم يذكر دليله على هذا الخطأ؛ فرأيت لزامـًا بيان وجهة
نظري .
قال في ((مختار الصحاح)) : ((الكهل من الرجال من : جاوز الثلاثين)) .
وفي ((المعجم الوسيط)) في مادة ( شيخ ) : ((الشيخ : من أدرك الشيخوخة، وهي غالبـًا عند الخمسين، وهو فوق الكهل ودون الهرم)) .
وقال القرطبي في ((تفسيره)) ( 15/330 ) : ((والشيخ : من جاوز الأربعين))، وكذا قال الشوكاني في ((فتح القدير)) ( 14/501 )، واللغويون يختلفون في تحديد الكهولة والشيخوخة .
وقال سيد قطب وهو يتحدّث عن مراحل الإنسان : ((مرحلة الطفولة،
ثم بلوغ الأشد حوالي الثلاثين، ثم الشيوخة)) . انظر : كتاب ((في ظلال القرآن))
( 5/3095 ) .
وإذًا : فلي وجه فيما قلته؛ وأنا أرفقُ بسيد قطب في هذا التحديد، ولا أبعد عن قول القرطبي والشوكاني، لا سيّما إذا راعينا الفرقَ بين التاريخ الهجري والميلادي .
فإذا ترجح لكم بعد هذا قول سيد قطب فعدلوا كلامي، ويكون التعديل هكذا : نعق بها في طفولته، ثم عند بلوغ الأشد، ثم في شيوخته، فيستقيم لكم الكلام وتسقط الاعتراضات .

قال الكاتب : ((وها هنا وقفة مع الشيخ ربيع في كونه يستدل على عقيدة سيد قطب ومنهجه بالكتب والأشعار التي كتبها قبل المرحلة التي مرّ بها، بالرغم من أن سيدًا رحمه الله تبرّأ من أكثر تلك العقائد والأفكار فيما بعد كما سنبيِّنُه في هذه المسألة إن شاء الله .
فليت الشيخ ربيع كان أكثر حرصـًا في بيان رجوع الأستاذ سيد قطب رحمه الله ـ عن هذه الأخطاء، وليتَه على الأقلّ بين أنّ كثيرًا من الأقوال المنسوبة لسيد كانت في مرحلة ضياعه وفي مقتبل حياته ذات التوجه الإسلامي، وأنه في الأخير تراجع عن الكثير من تلك الأخطاء .
ولنا أن نضرب للشيخ ربيع مثالاً يوضّح المقال : فالعلاّمة أبو الفضل ابن الرضا البرقعي والذي كان قديمـًا من كبار علماء الروافض وألّف في نصرة مذهبهم التصانيف الكثيرة والعديدة يسّر الله هدايته للإسلام الصحيح على عقيدة أهل السنة والجماعة، وألّف بعد ذلك الكتب الكثيرة في الردّ على الروافض من قبيل ((كسر الصنم))، و ((أحكام القرآن))، و ((دراسات في أخبار المهدي)) وغير ذلك .
فهل ترى يا شيخ ربيع من العدل والإنصاف أن نقول أن العلامة البرقعي يقول بكذا وكذا من عقائد الروافض ونستدلّ لذلك ببعض الكتب القديمة والتي ألّفها قبل أن يصبح من أهل السنة والجماعة .

ابوذرالسلفي
سلفي جديد
سلفي جديد

عدد المساهمات : 40
تاريخ التسجيل : 24/02/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

موضوع عادى رد: تأكيد ما ورد في مقال أطوار سيد قطب في وحدة الوجود ودفع شبه ا

مُساهمة من طرف ابوذرالسلفي الأحد فبراير 24, 2008 4:30 am

وقل مثل هذا في العلامة البحر مفخرة هذا العصر الشيخ محمد الأمين الشنقيطي صاحب ((أضواء البيان)) فهو في مقتبل حياته لم يكن على العقيدة السلفية عقيدة أهل السنة والجماعة ثم منَّ الله عليه بالهداية بعد ذلك .
وأما أن يختم الشيخ ربيع كلامه عما أسماه ((أطوار سيد قطب في وحدة الوجود)) بمثل هذا الكلام : ((عاد مع الأسف إلى تقرير عقيدة وحدة الوجود والقول بالحلول والجبر))، فسيأتي بإذن الله ما ينقض هذا الادّعاء جملةً وتفصيلاً، وبيان أن الطورَ الأخير لسيد قطب في هذا هو الردّ على القائلين بوحدة الوجود)) .

التعليق :
1 ـ إن الشيخ ربيعـًا في نقده في مؤلفاته ((أضواء إسلامية)) وما بعدَه لم يعتمد في نقده لسيد قطب إلا على ما كتبه سيد قطب في المرحلة التي تسمونها بالمرحلة الإسلامية .
وفي نقده في المقال الأخير الذي ناقشه إنما أراد بيان أن سيد قطب كان قد ابتلى بداء وحدة الوجود من كهولته ـ وتحاشى رفقاً به أن يقول من شبابه ـ، وأن هذا الداء استمرّ في المرحلة الإسلامية، بل في أوج حماسه للإسلام في نهاية الخمسينيّات بل وفي السجن .
2 ـ أما أن سيد قطب قد تبرّأ من أكثر تلك العقائد والأفكار فهذا شيءٌ لم أعلمه ولا يعلمه غيري فيما أعتقد .
فإذا كان الكاتب عنده تصريحات سيد قطب ببراءته من أكثر تلك العقائد والأفكار؛ فيجب عليه أن يبادر بإعلانها ناصـًّا على مواضعها من مؤلفاته المعروفة حتى يصدِّقَه الناس، ثم لي النظر والتأمّل في هذه التصريحات بالبراءة، فقد أتراجع بشرط أن يعتذر الإخوان المسلمون ومحمد قطب عن نشر ضلالاته عبر أربعة عقود بنشر كتبه التي حوت تلك الضلالات، وأن يعلنوا توبتهم فيما اقترفوه في حقّ الإسلام والمسلمين.
وبشرط أن يوقفوا طباعة ونشر كتب سيد قطب التي حوت تلك الضلالات .
وإن عجز الكاتب أن يأتيَ بتلك التصريحات وعجز كذلك القطبيّون والإخوان المسلمون فليعلم المسلمون أنّ أتباع سيد قطب وأنصاره لا يستطيعون أن يدافعوا عن قطب بحجة، وليقرؤا قوله الله تعالى : { ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كلّ شيطان مريد كتب عليه أنه من تولاه فأنه يضلّه ويهديه إلى عذاب السعير }، وقوله تعالى : { ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير ثاني عطفه ليضلّ عن سبيل الله له في الدنيا خزي ونذيقه يوم القيامة عذاب الحريق } .
لقد أحيا هؤلاء القوم المذاهب الباطلة، ومنها : السفسطة، والمكابرة؛ وحاموا وناضلوا عن البدع الكبرى، ومنها : المكفِّرات؛ وحاربوا أهل الحق بأساليب يخجل منها أحطّ البشر، فضلاً عن عقلائهم وشرفائهم .
ولا ندري بعد هذا ما هو الإسلام الذي ينادون به ولا من هم أهلُه إذا كان سيد قطب قد طعن في الصحابة وهم ينشرون طعنه فيهم عبر عقود دون خوف ولا وجل من رب العالمين ولا احترام لمشاعر المسلمين، بل تجاوزوا ذلك إلى حرب من يستنكر هذا البغي والمنكر الكبير .
قال صاحب المقال : ((وأما ما ذكره الشيخ ربيع ...)) إلى قوله : ((ثم منّ اللهُ عليه بالهداية)) .
نقول : لو فعل سيد قطب مثل ما فعل هذان الفاضلان لما انتقدَه أحدٌ لا ربيع ولا غيره ممن ذكرتَهم أنت سلفـًا .
ولكن البون شاسعٌ جدًّا والمسافة هائلة بينه وبينهما؛ فالبرقعي ـ كما تذكر ـ ألّف كتبـًا في الردّ على الروافض منها ما ذكرتَه أنت، ومع ذلك لو بقيت عليه رواسب من مذهبه القديم لوجب على من يعلمها من أهل العلم بيانها .
والشيخ الشنقيطي يدّعي له بعض الناس أنه من أصله وأوّل حياته سلفي، ولو فرضنا أنه كان على غير منهج السلف فإنه لم يؤلف مؤلفات في غير مذهب السلف، وإنما امتلأت مؤلفاته بالعلوم الصحيحة على منهج السلف الصالح والعقائد السلفية الحقة؛ وكتب سيد قطب مشحونة بالضلالات؛ فقياسُك سيد قطب عليهما قياسٌ فاسد الاعتبار .
3 ـ قال الكاتب : ((وقد قال في مناسبة أخرى : إن الإسلام يصوغ من الشيوعية والمسيحية معـًا مزيجـًا كاملاً يتضمن أهدافهما ويزيد عليهما بالتناسق والاعتدال)) [ ((معركة الإسلام والرأسمالية)) ( ص : 68 ) ] .
وننقل للشيخ ربيع جزءًا أكبر مما قاله الأستاذ سيد قطب في تلك الصفحة التي أحالنا إليها الشيخ ربيع حيث يقول سيد قطب : ((ولا بدّ للإسلام أن يحكم ليقدم للإنسانية مجتمعـًا من طراز آخر؛ قد تجد فيه الإنسانية حلمها الذي تحاوله الشيوعية، ولكنها تطمسه بوقوفها عند حدود الطعام والشراب؛ وتحاوله الاشتراكية ولكن طبيعتها الماديّة تحرمه الروح والطلاقة، والذي حاولته المسيحيّة ولكن لم تنظم له الشرائع ولم تضع له القوانين؛ ولا بد للإسلام أن يحكم لأنه العقيدة الوحيدة الإيجابية الإنشائية التي تصوغ من المسيحية والشيوعية مزيجـًا كاملاً، يتضمن
أهدافهما جميعـًا، ويزيد عليهما التوازن والتناسق والاعتدال)) . ((معركة الإسلام والرأسمالية)) ( ص : 61 ) .
ولقد هاجم سيد قطب في هذا الكتاب الشيوعية والاشتراكية والنصرانية وبيّن أوجه الضعف والقصور فيها، وبيّن في هذا الكتاب الشيوعية والاشتراكية والنصرانية، وبيّن أوجه الضعف والقصور فيها، وبيّن أن الإسلام جاء بالتوازن بين الجانب المادّي الذي تدّعيه الشيوعية والجانب الروحي الذي تدّعيه النصرانية، وبذلك يصبح الإسلام هو العقيدة الوحيدة الإيجابية )).
التعليق :
إن الكاتب ما زاد بهذه الإضافة الطين إلاّ بلة، وما زاد الأمرَ إلاّ سوءًا .
أولاً : إن ظاهر كلام سيد أن الشيوعية ذات منهج سليم ليس فيها عيب، إلا أنها وقفت بمبادئها عند حدود الطعام والشراب، فلو تجاوزت تلك الحدود لحققت حلم الإنسانيّة، ولقدمت للناس ما يقدّمه الإسلام .
وأن النصرانية المحرفة المنسوخة حقّ لا ينقصها إلاّ أنها لم تنظم لهم الشرائع ولم تضع لهم القوانين، فلو فعلت ذلك لكانت دينـًا قويمـًا .
وأن الإشتراكية حقٌّ لا ينقصها إلاّ أنها حرمت الروح والطلاقة .
ولوجود هذا الحق والخير في هذه المذاهب يرى سيد قطب أن الإسلام ((يصوغ من الشيوعية والمسيحيّة مزيجـًا كاملاً يتضمّن أهدافهما ويزيد عليهما بالتناسق والتوازن والاعتدال .
والمعلوم لدى المسلمين والنصارى واليهود أن الشيوعية ديانة ملحدة موغلة في الإلحاد والزندقة، وأن الاشتراكية منهج خبيث من شرّ دعائم الشيوعية .
وأن النصرانية دين قد أفسده التحريف والتبديل، وأن الجانب الروحي منها فاسد في غاية الفساد والضلال .
ثم إن كلام سيد قطب هذا فيه إهانة للإسلام الكامل الشامل الذي يرفض أن ينسب إليه أي بدعة ولو دقّت، ويرفض أخطاء كبار العلماء؛ فهذا الرسول صلى الله عليه وسلم يزجر عمر أن ينقل من التوراة نصـًّا ولو كان حقـًّا ويقول له : ((أمتهوّكون يا ابن الخطّاب ؟؛ والله لو جاء موسى ما وسعه إلا اتباعي))، وهذا حبر الأمة يقول لمن عارض قول رسول الله صلى الله عليه وسلم بقول أبي بكر وعمر : ((يوشك أن تنزل عليكم حجارةٌ من السماء !؟، أقول : قال رسول الله، وتقولون : قال أبو بكر وعمر !!؟)) .
واللهُ سبحانه وتعالى يقصر رسوله على الوحي المنزّل عليه من الله، فيقول :
{ اتبع ما أوحيَ إليك }؛ وما شاكل هذا النص، ويقصر الأمة على اتباع الوحي كما قال تعالى : { اتبعوا ما أنزل إليكم من ربك ولا تتبعوا من دونه أولياء } .
وإذا كان الأمرُ كما ذُكر فهل يجوز لسيد قطب أن يقول هذا الكلام الذي وصفه بعض العلماء بأنه دعوة إلى وحدة الأديان ؟، وكيف تستجيز تقرير هذا الكلام الباطل وتدافع عن صاحبه، وما رأيك لو ذمّ سيد قطب أو غيره الكهانة والسحر))، ثم قال : ((لكن الإسلام يصوغ منها مزيجـًا كاملاً يتضمن أهدافهما ...)) إلخ . ولو ذم سيد قطب أو غيره الخمر ولحم الخنزير))، ثم قال : ((ولكن الإسلام يصوغ منهما مزيجـًا كاملاً يتضمن أهدافهما ...)) إلخ . أترى هذا الكلام حقـًا أم ضلالاً وباطلاً من شرّ وأخبث أنواع الضلال والباطل .
4 ـ قال : ((يقول الشيخ ربيع : وله في السلام العالمي مدحٌ للعقيدة
النصرانية)) . وكنا نودّ لو أن الشيخ ربيع ذكر لنا من كلام الأستاذ سيد قطب الذي استنتج منه هذا الاستنتاج ؟؟)) .
نقول : ارجع إلى كتابي ((العواصم مما في كتب سيد قطب من القواصم)) (ص 34، 39 ) فقد بيّنت فيه ما تريده وتودّه . وراجع
كتاب : ((نحو مجتمع إسلامي)) ( 132 ـ 133 )، وكتاب ((معركة الإسلام والرأسمالية)) ( ص : 56 ـ 57 ) كلاهما لسيد قطب تجد فيها هذا المدح .
5 ـ قال : ((وحتى تبين لنا يا شيخ ربيع المصدر الذي استنتجت منه مدح الأستاذ سيد قطب لعقائد الهندوك ودفاعه عنها فإننا نودّ هنا أن ننقل لك ما قاله الأستاذ سيد قطب رحمه الله في آخر كتبه وبعد التاريخ الذي ذكرتَه لنا بما يزيد
على 17 عامـًا حيث إن الشيخ ربيع ذكر أن كلام سيد قطب السابق كان في
عام 1946م أو 1947م، وأما ما ننقله هنا فهو من كتاب صدرت طبعته الأولى
عام 1962م : يقول سيد وهو يرد على عقائد الهنود الهندوكية الوثنية في كتاب ((خصائص التصور الإسلامي ومقوّماته)) : يقول في ( ص 185 ) : ((الهندوكية
مثلاً اعترفت بواحد هو وحده الموجود وهو براهما، وجعلت من صفاته : التفرّد بالكمال ... .
جعلت ما عدا هذا الواحد الموجود عدمـًا لا وجود له ... فهذه الأكوان وما فيها عدم !، ولكنها من جانب آخر جعلت الوجود الذي هو الخير والكمال يحلّ في العدم الذي هو الشرّ والنقص ... ومهمة الهندوكي المؤمن إذن هي المحاولة المستمرة لتخليص الوجود والخير والكمال والبقاء الذي في كيانه من العدم والشرّ والنقص والفناء ليصير براهما ... ومن هنا حرصه على إفناء جسده الذي هو العدم لينطلق الوجود الحال فيه، ويصبح طليقـًا ... وهذه هي درجة النرفانا وهي تمثل الخلاص والانطلاق والعودة (براهما) !)) .
وبيّن رحمه الله فساد عقيدتهم من جهة الحلول والتثليث حيث يقولون بالآلهة الثلاثة : براهما، وفشنو، وسيفا .
وبعد أن ردّ رحمه الله على كفرياتهم وضلالاتهم استطرد فقال : ((وهكذا نستطيع أن نقول باطمئنان : إن التصوّر الإسلامي هو التصوّر الوحيد الذي بقي قائمـًا على أساس التوحيد الكامل الخالص، وإن التوحيد خاصية من خصائص
هذا التصوّر، تفرده وتميّزه من سائر المعتقدات السائدة في الأرض على العموم))
( ص : 187 ) .
وهذا الفصل مهم في الرد على ضلالات الفلاسفة والنصارى وكفرياتهم حيث بيّن فساد عقيدتهم وعدم وجود التوحيد عندهم .

التعليق :
أولاً : قال هذا في كتابه ((كتب وشخصيّات)) ( ص : 228 ـ 229 ) . ودافع عن هذه العقيدة وأهلها بحماس ومدحها، ومدحَ أهلَها .
ثانيـًا : يجب أن تثبت بالأدلة أن كتاب ((خصائص التصور الإسلامي)) هو آخر مؤلفات سيد قطب .
ثالثـًا : سأوفّر لي ولك الوقت، فأقدم لك شهادة من تعتدّ أنت بشهادته ألا وهو صلاح عبد الفتاح الخالدي حيث يقول في كتابه ((سيد قطب الأديب الناقد ...)) إلخ ( ص : 227 ) وهو يتحدّث عن كتابه ((خصائص التصور الإسلامي)) :
((وقد أعلن عن الكتاب سابقـًا تحت عنوان (فكرة الإسلام عن الله والكون والحياة والإنسان ) أعلن عنه في كتابه ((معركة الإسلام والرأسمالية)) و ((السلام العالمي والإسلام)) اللذين أصدرهما عام 1951م .
واستغرق إعداد هذا الكتاب أكثر من عشر سنوات ( 1950 ـ 1962م ) فالذي يظهر أنّ كلام سيد قطب على الهنود النيرفانا كان قبل تقريره لوحدة الوجود في أواخر كتابه ((الظلال)) بسنوات .
1 ـ لأن إعلانه عن هذا الكتاب في عام 1951م يدلّ على أنه قد فرغ
منه وأعدّه للطبع والنشر، ولكن لعله لأسباب ـ قد يعلم الناس بعضها وهي
مشاغله ومشاكله التي عاشها ـ قد أخّر طبع ونشر هذا الكتاب؛ ومثل هذا
يحصل له ولغيره)) .
وقول الخالدي : أنه استغرق إعداده عشر سنوات بعيد ولا دليلَ عليه لما سبق ذكره، ولأنه كتيب صغير فكيف يستغرق هذه المدة الطويلة بعد الإعلان عنه؛ فهذا لا يقبله عقل ولا عرف .
2 ـ أن سيد قطب قد اشتهر بوحدة الوجود وغيرها من الضلالات في شعره ونثره، ثم التحق بالإخوان المسلمين، فأراد أن يثبت لهم رجوعه عن وحدة الوجود ظنـًّا منه ـ والله أعلم ـ أنهم يحاربون مثل هذه العقيدة .
فسجّل نقده للنيرفانا في كتابه ((الخصائص)) الذي بدأ في تأليفه عام 1950م، وأعلن عنه في عام ( 1951م، ثم سجّل نقده لوحدة الوجود في أول جزء من كتاب ((الظلال)) عام 1952م، ونقده لهما في الكتابين في غاية البرودة؛ فلا أدلّة ولا حجج ولا براهين على إيغالهما في الكفر والإلحاد، ولا حماس ضدّهما فإنّ ماضيه المظلم يتطلّب منه أكثر من غيره أن يكرّ عليهما ويصول ويجول عليهما أكثر من
حماسه للحاكمية والتكفير بهما للمجتمعات الإسلامية في كتبه مثل ((الظلال))
و ((المعالم)) و ((العدالة)) .
ثم لما رصد الإخوان المسلمين وعرف حقيقة حالهم وأنهم لا يهتمون بالعقيدة وفي تنظيمهم يوجد الرافضي، والصوفي الغالي سواء ممن يقول بالحلول، أو وحدة الوجود صرّح بما في ضميره في آخر كتاب ((في ظلال القرآن)) في أواخر كتابه في سورة الحديد، وفي تفسير سورة الإخلاص في نهاية الخمسينات، ولعله بعد هذا .
وهذا الذي نقول يؤكّدُه ماضيه وواقعه وإلاّ فكيف ينتقدها في أول
كتابه ((الظلال)) بأسلوب بارد، ثم يقررها بأقوى الأساليب في موضعين في آخر ((الظلال)) نفسه .
ثم يستمر في نشره والإعتزاز به إلى آخر حياته .
ثم يقوم بتنقيح كتابه ـ كما يقولون ـ وكما يقول الخالدي وهو لا يعتزم تنقيح الأجزاء الثلاثة الأخيرة التي فيها وحدة الوجود .
والأجزاء التي يزعمون أنه نقّحها لم ينقّحها من العقائد الضالة
كتعطيل الصفات، والقول بأزليّة الروح، والقول بصناعة القرآن، واللف والدوران حول إنكار المعجزات .
ثم إن حال أخيه وواقعه يؤكّد ما نقول؛ فهو يشهد أنّ أخاه لم يخالف الكتاب والسنة، ويقرنه بشيخ الإسلام ابن تيمية، وشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب؛ ولا يرى شيئـًا من ضلالاته مخالفـًا للكتاب والسنة، ولا يرى شيئـًا ينزله عن مرتبة هذين الإمامين .
ولو كان سيد قطب وأخوه يريان وحدة الوجود وغيرها من الضلالات كفرًا وضلالاً لبادرا قبل كل شيء بمحو هذا الضلال من كتب سيد قطب ولا سيّما من كتاب ((الظلال)) . والكلامُ يطول في هذا .
وعلى كل حال : فمعقولٌ جدًّا أن يكون سيد قطب في أول علاقته بالإخوان قام بنقد النيرفانا ووحدة الوجود ما بين عامي الخمسين والثانية والخمسين
بعد التسعمائة والألف من التاريخ الميلادي فهما متقاربان جدًّا . ثم لَمّا رأى أن القومَ لا يهتمون بالعقائد صرّح بعقيدته في أواخر الخمسينات أو فيما بعده؛ ثم أقرّها ونشرها، وأقرّها أخوه، واستمرَّ في نشرها في خلال أربعين سنة فيما يزيد على ستّ وعشرين طبعة لكتاب ((في ظلال القرآن))، بل ثلاث وثلاثين طبعة، ونشر كتاب ((كتب وشخصيّات)) الذي حوى مدح النيرفانا ومدح أهلها والذبّ عنهما .
والذي أعرفُه عن سيد قطب : أنه لا يرجع عن أباطيله إلا أندر من النادر بشكل مبهم بارد؛ ذلك لأنه معتدّ بنفسه إلى أبعد الحدود، وأنه ـ والله أعلم ـ يرى أنه لا يخرجُ من فيه إلا الحق والصواب، وليس عنده أيّ داعٍ للرجوع .
وعلى كل حال : فلو ثبت للمسلمين رجوعُه فإن لهم الحق أن ينتقدوا ما في كتبه من الضلال ما دامت تنشر في أوساط المسلمين وغيرهم بكثافة؛ وقد ردّ علماء السنة على أقوام نقلوا هم أنفسهم رجوعهم لَمّا رأوا كتبهم التي حوت الباطل تنتشر في أوساط المسلمين نصحـًا لله وحمايةً للمسلمين من الوقوع في الضلال .
واللهُ يقول الحقَّ، ويهدي إلى سواء السبيل .

ابوذرالسلفي
سلفي جديد
سلفي جديد

عدد المساهمات : 40
تاريخ التسجيل : 24/02/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى