من روائع المشرف يوسف الاسطى 0 ( بغال الحصاد )

" لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم "
(بغال الحصاد)
أأعياك التفكر يافؤادي ............. وأسلمت الزمام لذا السهادِ
فمهلا ليست الدنيا فراشا.............. يدوم لحيها طيب الرقادِ
ولست بمن يليق به سكون ... لنغمة عازف أو صوت شادي
فقف ياصاحبي نعجب قليلا .... لمن سموه زورا عبد هادي
أتذكر يا كمال إذ التقينا ............. وأنفك راغم وسط الرمادِ
أتذكر يا كمال إذ التقينا ............... وأنت ترد أخبار الأحادِ
كشفت وصرت كذابا خبيثا ........ على نهج الغواية والفسادِ
وظلت اليوم منبوذا طريدا ....... كأجرب أبعدوه على انفرادِ
أتذكر يوم تلحن في الكلام .... وتجزم ما نطقت سوى السدادِ
وساعة لا تجيد سوي مثال ............. تعيد تعالما في كل ناد
وتزعم كاذبا حفظ البخاري ..... أبا حفص فكف عن التمادي
فأقسم صادقا بالله أن ................ أبا حفص لمن شر العبادِ
وما ذا شاغلا بالي ولكن ........... جراء السوء تتبع ذا قرادِ
ونار الفتنة العمياء حلت ........... إذ المصري أمسك بالزنادِ
.................
ولا الشرقي إذ يعوي مهم ..... فذا قد ضل عن درب الرشادِ
فدس قلبي على الشرقي دوسا ....... رياض إنه رأس العنادِ
أبا قوس لقد أخزاك أنا .......... صدعنا بالحقيقة في السوادِ
أبا قوس لقد أخزاك أنا .......... نذود حمى الديانة عن فسادِ
ولست بقارئ ما قلت فينا ........ ويخبرني الثقات بما تبادي
وذي" دعنا نعود" لأعربنها ........ ففعلان وهذا الأمر بادي
وتلك "نعود" حال فاعرفنها ....... ودعنا نعود للأمر المرادِ
أبا قوس أما يكفيك أنا ...... قفونا في الهدى الحبر ابن هادي
ولم تسبق بقول الزور إلا ........... بأفراخ عن التقوى بعادِ
أبا قوس ضللت الحق بدءا .... وبعت العقل في سوق المزادِ
أبا قوس لقد أخزيت لما .......... ربيع الخير حل على البلادِ
به صرنا نفاخر كل حزب ............ إذا عدوا لنا أهل اللدادِ
إمام الجرح والتعديل حقا ....... وإن رغمت أنوف للأعادي
هلم أبا قويس من لديكم .............. من الأقزام أشباه الجرادِ
0000000000000 ............... 0000000000000
وللنجمي منا كل ود ................... فذاك الشيخ أهل للودادِ
فمن قد خطأ النجمي قبلا ................ بفتواه فلا زلنا ننادي
بهجركم وبالتحذير منكم ......... فموتوا بين أوحال الضفادي
وأعلام الحجاز كما ابن باز............ حباه الله من حبر جوادِ
ومنا ناصر للدين أيضا ................ ومنا مقبل ضخم النجادِ
وأهل السنة الأسلاف حقا ............. فنعم القوم أهل لاجتهادِ
هلم أبا قويس من لديكم .................. بأفراخ إذا عدوا عدادِ
هلم أبا قويس كم لديكم ................. ولكن ليس فيكم ذا رفادِ
فمغراويكم خب لئيم ................ وذا مصريكم بغل الحصادِ
وعرعور لديكم ظل حيا ........ وعندي صار من أهل اللحادِ
وقد قربتم التبليغ منكم .................. كذا قاربتم حزب الجهادِ
وقلتم ليس للإخوان أصل ................ يناويكم فأنتم في اتحادِ
فذاكم منهج التمييع حقا ............ يزف الدين في ثوب الحدادِ
لقد كشرتم عن ناب شر ............... وباء الصبر منكم بالنفادِ
فإنك في عنادك فوق جهل ........... وغيك كل يوم في ازديادِ
وإنك كنت رأسا في ضلال .............. وكنا نحن من أهل اتئادِ
فبؤتم بالخسار وبابتداع ....................... وبؤنا باتباع وانقيادِ
وصحتم بالتثبت إذ فضحتم ............... فقولوا بالتثبت باطرادِ
فأخبار الثقات بذا رددتم .............. وأنتم للكذوب على اعتمادِ
قبولكم لذا جهل كبير ..................... وردكم لذاك من التضادِ
وناديت اليقين إذ انتقدنا .................. وأنت تسيء ظنا بالعبادِ
فأخبرني بظن أم يقين ............... إلى الحداد تنسب من تعادي
وبالإنصاف ناديتم ولكن ............ لذا الإنصاف أنتم في افتقادِ
وتنسب لي عيوبك في مقال ... ولم أحصر عيوبك في انتقادي
ولم أزعم ولم أكتب مطيلا ........... إذا أنفقت وقتي مع مدادي
ومعطوفا عليه بترت ظلما ............ ألا شلت لكم تلك الأيادي
وقلت الخلف في الأشخاص فرع ... وقد أضحى مقالك ذا فنادِ
وهل ذنبي لديكم غير هذا ............... فذا الحداد عنا في ابتعادِ
فمن منا الصدوق بلا ارتياب... خسرت وخبت ياكلب البوادي
لساني صادق جردت سيفا ................... ألا أبشر بأيام شدادِ
لقد صرتم مثال الجهل حقا ............... بتصريح لديكم مستفادِ
وقد أضحكتم العقال طرا ............ وأصبحتم مقالا في النوادي
فإنا بالهدى نسموا عليكم ........... وأنتم في الردى تحت السمادِ
وإنا لاتباع العلم ندعوا ................... وأنت مقلد خاوي الفؤادِ
وما التقليد تحسنه ولكن ............. تقلد في الهوى بغل الحصادِ
وإن تحسن فما التقليد بدعا............... لمثلك ياجهول لذي سنادِ
فبالإجمال والتفصيل قلتم................... ولم تأتوا بنص لاستنادِ
من البرهان أفلستم قديما................... ولن تأتوا به حتى المعادِ
فقد حدتم عن البرهان جهلا.............. متى ما سوقكم با بالكسادِ
فدرب الجهل مفتوح عليكم........... ودرب العلم عنكم في انسدادِ
أبا قوس لقد قالوا قديما................وذاك القول حق في اعتقادي
"فدع عنك الكتابة لست منها.......... ولو سودت وجهك بالمدادِ
الشاعر ابو الطيب يوسف الاسطى بارك الله فيه

جزاك الله خيرا