"ليس هذا بعشك فادرجي" للشيخ محمد ... حسونة

ليس هذا بعشك فادرجي ([1])
....
بسم الله ا لرحمن الرحيم
"وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً * عَلَى اللّهِ تَوَكَّلْنَا * رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ "
سورة"الأعراف"الآية(89)
....
((( المقدمة وفيها الباعث على الطرح )))
....

.... إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله
....
.... "يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ " سورة"آل عمران"الآية(102)
....
.... " يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا" سورة"النساء"الآية(1)
....
.... " يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا" سورة "الأحزاب" الآية (70-71)
....
....فإن أصدق الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد r وشر الأمور محدثاتـها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .

....
،،، أما بعد ،،،

.... كان الباعث لترقيم هذه الأحرف : الأثر الناجم عن بيان أحد مشايخ الدعوة السلفية في مصرنا، وأعني به فضيلة الشيخ محمود بن لطفي – وفقه الله تعالى وسدده- وفيه إطلاق قوله على أميرنا "رئيسنا" "أمير المؤمنين" وجواز "استخلاف ولي الأمر أبنه من بعده" وما قاله حق حقيق، لا يختلف عليه اثنان، ولا ينتطح عليه عنزان، وليس بدعا من القول بل والفعل – سلفاً وخلفاً- لكنه الهوى .
....
.... أقول :
.... لقد كثر العجب في أيامنا وترادف([2]) وتتابع الاسترجاع، مشفوعا بتتابع البيانات .
....
.... وإن مما يؤسف له أن أحاديث أيامنا ليست في مبهمات، إنما مخالفة صارخة في بيّنات ثابتات راسخات .
....
.... لذا أهلها وإن قاموا، فهم إلى عقر . وإن قعدوا، فهم في فقر . وإن هلكوا، فذكرهم في قبر .
....
.... والمرجو من كل عليم نجيب أن لا يحقر نفسه، وليُسهم في الإصلاح بردّ هذه الشوارد السوائم قدر استطاعته، وفق منهج التلقي السلفي، وترسم أصول استدلاله السنية، والرب معين .....
....
.... أعود فأقول :
اتخذ طاشة الأحلام هذا الكلام ذريعة للنيل من المنهج السلفي وأهله، والطعن في ولاة أمور المسلمين المعاصرين بل والسلفيين، بل وطغى فحشهم وبغى لينال من كاتب الوحي الأمين، ملك الإسلام، أفضل ملوك هذه الأمة، خال المؤمنين، وما كان ينبغي لهم ذلك .
....
.... تهافتوا من جهلهم فتساقطوا، بل قام ساقط فقذف جميع المسلمين – حكاماً ومحكومين، بل والعرب الأولين ([3]) - وسخر منهم، وهو الأفين .
....
.... أجل .. طعنوا في السنة – بالمعنى العام- بالطعن في الدعوة الوهابية، تلكم الهبة الربانية، وأهلها أعلام الهدى ومصابيح الدجى، ثم جاء باطل آخر ليدعو إلى التشيع الكاذب .
....
.... الحاصل :
تكلم الرافضي الرافض الحاقد، فقال :
....
.... " هذه هي فتاوى الدين الأموي السلفي الوهابي الإرهابي .. و ها هم مشايخ الظلام و وعاظ السلاطين يبررون إطالة حكم الطغاة بشتى الوسائل؛ سيرا على نهج سلفهم الذي برر إدامة حكم سيدهم معاوية ([4]) و الأمويين .
....
.... كنت و لا زلت أصرّ على أن منهج الدين السلفي هو دين أموي الهوى أسسه معاوية ([5])
( نبي الديانة السلفية ([6]) ) كان الغرض منه هو تدعيم الحكم ([7]) الإستبدادي الأموي ([8]) لا غير …
....
.... تعسا لأمة يقودها أهل العمائم ([9]) من أحفاد ذوات الرايات الحمر ([10]) …
....
.... حقا أنها أمة لا حياة و لا حياء فيها ([11]) .. مصيرها هو المزيد من التقهقر و التخلف و الجهل و
تجرع الهزائم و إدامة الاستبداد ([12]) .. و مصيرها في نهاية المطاف أما الإنقراض كالداينوصورات
أو التصحر و العودة إلى سكن الخيام و شرب بول البعير ([13]) "إهـ ([14])
....
.... وقال رافضي آخر، مترجما : "أسف على الدين كيف يفسره وعاظ السلاطين! هذا ما وصلنا من ترك القرآن والعترة النبوية"
....
.... قال تحتها : " إلى متى هذا العناد أرجعوا إلى منهج أهل البيت عليهم السلام ففيه نجاة للأمة وأمان من الفرقة، فو الله لو رجعنا إلى القرآن وأهل الذكر من العلماء الذين يحملون فكر أهل البيت عليهم السلام ما وصلنا إلى هذه الحالة من التدهورإنا لله وإنا إليه راجعون"إهـ
....
.... قلت : وقد تقدم التدليل مرارا وتكرارا على كذب التشيع ومكر التصوف، وأقول لهؤلاء فليسمعوا وليخنسوا : إرث الحكم هو شعار ودثار دينكم الرافض المرفوض، كما هو بقضه وقضيضه دين كهنة التصوف، والدليل :
....
.... قالوا : "الإمامة في الولد الأكبر من الإمام إذا مضى إمام""رجال الكشي"ص(219) ط . كربلاء
....
....... وروى الكليني في "كافيه" عن جعفر أنه قال : " إن الأمر في الكبير""الكافي في الأصول" كتاب الحجة(6/357) ط. إيران. والنقل عن"الرد الكافي على مخالطات الدكتور علي عبد الواحد وافي، في كتابه بين الشيعة وأهل السنة" للشيخ العلامة إحسان إلهي ظهير ص(34-35) دار الإمام المجدد . ط. الأولى 1426هـ فإذا كان ذلك كذلك، وهو كذلك، فلما الإنكار؟!!! .
....
.... ومما انتخبته من تعليقات "نصيحةعراقي"
ترجم لها بـ "نصيحة عراقي" قال تحتها : " نصيحة لأهل مصر : ادعموا حسني مبارك بكل قوة، وإلا سوف يحصل لكم مثل ما حدث في العراق" قلت : قد صدق ونصح، ومن ذاق عرف "وليس الخبر كالمعانية"
....
.... ومما اصطفيته مما يحمل دلالة أيضاً
ما دوّنه عاقل تحت عنوان : "شكرا من القلب للشيخ الجليل / محمود لطفى عامر" وكان مما قال : "... نعم أنا مؤيد لكلام الشيخ لطفي عامر ومن ينظر إلى الدول العربية التي يتم فيها توريث الحكم مثل دول الخليج والأردن والمغرب سوف يكتشف أنها أكثر الدول العربية استقرارا وسوف يلاحظ أيضا أن الشعوب ملتفة حول حكامها وذلك لانعدام المحرضين أصحاب الأمل في الاستيلاء على السلطة .
....
.... وأما بخصوص الشيخ لطفي عامر فللحق هذه أول مرة أشاهد رجل دين(!) يعمل لصالح الوطن ويخشى على الوطن من الانقسام نتيجة الصراع على السلطة..." إهـ

([1]) أي : ليس هذا الأمر لك فيه حق، فدعيه . يضرب لمن يرفع نفسه فوق قدره .

([2]) نذكر هذا ونذكر معه حديث نبينا – صلى الله تعالى عليه وإخوانه وآله وسلم- الذي رواه الإمام مسلم وغيره- رحمهم الله تعالى- عن عبد الله بن عمرو – رضي الله تعالى عنهما- أنه قال : " إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على ما يعلمه خيرا لهم، وينذرهم ما يعلمه شرا لهم .

وإن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها، وسيصيب آخرها بلاء شديد، وأمور تنكرونها .

وتجيء فتن فيرفق بعضها بعضا، وتجيء الفتنة فيقول المؤمن هذه مهلكتي، ثم تنكشف، وتجيء الفتنة، فيقول المؤمن هذه هذه .

فمن أحب منكم أن يزحزح عن النار، ويدخل الجنة : فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه .

ومن بايع إماما فأعطاه صفقة يده، وثمرة قلبه، فليطعه ما استطاع، فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر" "صحيح الجامع..." برقم(2403) .

([3]) روىالإمالحام مسلم – رحمه الله تعالى- وغيره، عنواثلة بن الأسقع – رضي الله تعالى عنه- يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن الله اصطفى كنانة من ولدإسماعيل، واصطفى قريشا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بنيهاشم" قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى :
"فإن الذي عليه أهل السنة والجماعة : اعتقاد جنس العرب أفضلمن جنس العجم، عبرانيهم وسريانيهم، رومهم وفرسهم وغيرهم، وأن قريشا أفضل العربوأن بني هاشم أفضل قريش، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل بني هاشم، فهوأفضل الخلق نفسا، وأفضلهم نسبا .

وليس فضل العرب، ثم قريش، ثم بني هاشم، بمجرد كون النبي صلى الله عليه وسلم منهم، وإن كان هذا من الفضل، بل هم في أنفسهم أفضل، وبذلك ثبت لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أفضل نفسا ونسبا ..." "اقتضاء الصراط المستقيم" ص(148-149)

([4]) أما هذه فلك بها عندي شهادة، صدقت فيها وأنت كذوب، وأقول كما قال سلفي "تلك شكاة ظاهر عني عارها" وأزيد :

سأل رجلٌ ياقوتةَ العلماء أبا مسعود المعافى بن عمران الأزدي الموصلي - رحمه الله تعالى- فقال : يا أبا مسعود : أين عمر بن عبد العزيز من معاوية بن أبي سفيان؟

فغضب من ذلك غضباً شديداً، وقال : " لا يقاس بأصحاب رسول الله r أحد . معاوية صاحبه، وصهره، وكاتبه، وأمينه على وحي الله" انظر" شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة" للإمام اللالكائي (4/1445)

وسئل عبد الله بن المبارك - رحمه الله تعالى- أيهما أفضل : معاوية بن أبي سفيان، أم عمر بن عبد العزيز ؟

فقال : و الله إن الغبار الذي دخل في أنف معاوية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من عمر بألف مرة، صلى معاوية خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال : سمع الله لمن حمده، فقال معاوية : ربنا ولك الحمد . فما بعد هذا؟ " "وفيات الأعيان ، لابن خلكان (3 /33) و انظر "الشريعة" للآجري (5/2466)

ولكن .. فلتحدثنا الرافضة عن سيدهم ابن السوداء عبد الله بن سبأ المجوسي .

حدثونا عن تعظيمكم لوثن قبر المجوسي قاتل أمير المؤمنين علي – رضي الله تعالى عنه .

حدثونا – حتى تُرجموا- عن طعنكم في الله تعالى، في أمينه على وحيه- سيدنا جبريل عليه السلام- عن قدحكم في النبي صلى الله عليه وسلم عن طعنكم في عرضه، عن تكفيركم صحبه، حدثونا عن طعنكم في آل البيت!! فإن تواريتم، فاخنسوا، والموعد القيامة .

([5]) قال مؤرخ الإسلام الحافظ شمس الدين الذهبي– رحمه الله تعالى : "معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية، أمير المؤمنينملك الإسلامأبو عبد الرحمن القرشي الأموي المكي، أمه هند بنت عتبه رضي الله عنهم جميعاً

– قيل إنه أسلم قبل أبيه، ولكن ما ظهر إسلامه إلا يوم الفتح . حدّث عن النبيصلى الله عليه وسلم وكتب له مرات يسيره، وحدث عن أخته أم المؤمنين أم حبيبة وعن أبي بكر وعمر ... جمع عمر له الشام كلها، وأقره عثمان رضي الله عنهما، وحسبك بمن يؤمره عمر ثم عثمان من بعده على ثغر فيضبطه، ويقوم به أتم قيام، ويرضي الناس بسخائه وحلمه، فهذا الرجل ساد وساس العالم بكمال عقله وفرط حلمه وصفاء نفسه وقوة دهائه ورأيه، وكان محبباً إلى رعيته، عمل نيابة الشام عشرين سنة والخلافة عشرين سنة، ولم يهجه أحد في دولته، بل ودانت له الأمم وحكم على العرب والعجم.

قال أبو الدرداء- رضي الله تعالى عنه : " ما رأيت أشبه صلاة برسول الله  من أميركم هذا يعني معاوية "

وقال سعد بن أبي وقاص- رضي الله تعالى عنه- ما رأيت أحدا أقضى بحق من صاحب هذا الباب- يعني معاوية.

قال (أمير المؤمنين الفاروق) عمر–رضي الله تعالى عنه:" تعجبون من دهاء هرقل وكسري وتدعون معاوية "

قال كعب بن مالك- رضي الله تعالى عنه : " لن يملك أحدٌ هذه الأمة ما ملك معاوية"

قال ابن عباس – رضي الله تعالى عنهما : "ما رأيت رجلاً أخلق للملك من معاوية..."

الشعبي : " أغلظ رجل لمعاوية، فقال : أنهاك عن السلطان، فإن غضبه غضب الصبي، وأخذه أخذ الأسد"

توفي t في رجب سنة ستين" "سير أعلام النبلاء" ( 3 / 119)

قلت :ولخال المؤمنين معاوية - رضي الله تعالى عنه-سوابق تدل على فضله : فقد صحب النبي – صلى الله تعالى عليه وإخوانه وآله وسلم- وكفى بها منقبة، وكتب الوحي– كما في الصحيح- ودعا له الرسول– صلى الله تعالى عليه وإخوانه وآله وسلم- قال "اللهم اجعله هاديا مهديا، واهده، واهد به" "السلسلة الصحيحة" (4/615) برقم (1969) ودعوة النبي – صلى الله تعالى عليه وإخوانه وآله وسلم- مستجابة . وغزا معه - شهد مع النبي حنيناً والطائف وغيرها . وصحّ أن الرسول– صلى الله تعالى عليه وإخوانه وآله وسلم-قال : "أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا"وكان هذا الغزو بقيادة معاوية - رضي الله تعالى عنه . وقد ولاه عمر وعثمان رضي الله عنهما الشام . وقد رضي الحسن بن علي رضي الله عنهما أن يتنازل له عن الخلافة، وأثنى الرسول– صلى الله تعالى عليه وإخوانه وآله وسلم-سلفاً على فعله، فإن كانت أخطاء، فهي مغفورة بجانب سبقه وفضله وجهاده .

([6]) المنهج السلفي هو دين الله تعالى الواجب اتباعه، إذ المنهج : الطريق . والسلفي نسبة إلى السلف الصالح في التلقي والعمل والسلوك، وفي مقدمتهم الصحابة رضوان الله تعالى عليهم الذين سبق لهم من ربهم الرضا، واصطفاهم علام الغيوب لصحبة نبيه، وحمل رسالته، وتبليغ شرعته، فهل يصحّ والحالة هذه وصفه بما وصفه به هذا الشتيم ؟

فمحاولات التصوف والتشيع نسبة هذا الحق المبين لأشخاص ولو كانوا في أنفسنا عظام : ككاتب الوحي معاوية – رضي الله تعالى عنه- وشيخ الإسلام والإمام المجدد- رحمهما الله تعالى- مع كونه تضييق لواسع، فيه مجانبة للصواب، مع ما فيه من تزهيد في الحق، وتشغيب مشاغبين شاذين على عقائد المسلمين، وهيهات

ومن أصول الدين : ألا نبي بعد الصادق الأمين، فهل تصحّ نسبة نبوة لغيره من بعده ؟ وما دلالة هذا ؟ وما حكمه ؟

ثم يلتفت للتشيع : من رفع أئمته لا إلى مصاف الأنبياء، بل من شقوته إلى مقام الإلهية وادعى أنهم يعلمون ذرات الكون والغيب ومتى ومكان الموت؟ "سبحانك هذا بهتان عظيم".

([7]) قال شيخ الإسلام - رحمه الله تعالى : "ومما ينبغي أن يعلم أن الله تعالى بعث الرسل وأنزل الكتب ليكون الناس على غاية ما يمكن من الصلاح، لا رفع الفساد بالكلية فإن هذا ممتنع في الطبيعة الإنسانية؛ إذ لا بد فيها من فساد ولهذا قال الله تعالى "إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك…"سورة "البقرة" الآية (30)

ولهذا لم تكن أمة من الأمم إلا وفيها شر وفساد، وأمثل الأمم قبلنا بنو إسرائيل، وكان فيهم من الفساد والشر ما قد علم بعضه .

وأمتنا خير الأمم وأكرمها على الله، وخيرها القرون الثلاثة وأفضلهم الصحابة .

وفي أمتنا شر كثير، لكنه أقل من شر بني إسرائيل، وشر بني إسرائيل أقل من شر الكفار الذين لم يتبعوا نبياً كفرعون وقومه، وكل خير في بني إسرائيل ففي أمتنا خير منه .

وكذلك أول هذه الأمة وأخرها، فكل خير في المتأخرين ففي المتقدمين ما هو خير منه، وكل شر في المتقدمين ففي المتأخرين ما هو شر منه، وقد قال الله تعالى "فاتقوا الله ما استطعتم" سورة "التغابن" الآية (16)

ولا ريب أن الستة الذين توفي رسول اللهوهو عنهم راض، الذين عيّنهم عمر، لا يوجد أفضل منهم، وإن كان في كل منهم ما كرهه، فإن غيرهم يكون فيه من المكروه أعظم، ولهذا لم يتول بعد عثمان خير منه ولا أحسن سيرة ولا تولى بعد علي خير منه، ولا تولى ملك من ملوك المسلمين أحسن سيرة من معاوية- رضي الله عنه- كما ذكر الناس سيرته وفضائله .

وإذا كان الواحد من هؤلاء له ذنوب، فغيرهم أعظم ذنوباً، وأقل حسنات، فهذا من الأمور التي ينبغي أن تعرف، فإن الجاهل بمنزلة الذباب الذي لا يقع إلا على العقير ولا يقع على الصحيح، والعاقل يزن الأمور جميعاً : هذا وهذا، وهؤلاء الرافضة من أجهل الناس" أهـ"مختصر منهاج السنة"لشيخ الإسلام اختصره الشيخ الغنيمان (2/483-484)

([8]) وفي "مصنف الحافظ عبد الرزاق" أن المسور بن مخرمة وفد على معاوية – رضي الله تعالى عنهما- قال فلما دخلت عليه - حسبت أنه قال - سلمت عليه . ثم قال : ما فعل طعنك على الأئمة يا مسور؟

قال : قلت : ارفضنا من هذا، أو أسن فيما قدمنا له .

قال : لتكلمن بذات نفسك . قال : فلم أدع شيئاً أعيبه به إلا أخبرته به .

قال : لا أبرأ من الذنوب، فهل لك ذنوب تخاف أن تهلك إن لم يغفرها الله لك ؟

قال : قلت : نعم .

قال : فما يجعلك أحق بأن ترجو المغفرة مني ؟

فوالله لما آلي من الإصلاح بين الناس وإقامة الحدود والجهاد في سبيل الله والأمور العظام التي تحصيها أكثر مما تلي، وإني لعلى دين يقبل الله فيه الحسنات ويعفو فيه عن السيئات، والله - مع ذلك - ما كنت لأخير بين الله وغيره إلا اخترت الله على ما سواه .

قال ففكرت حين قال لي ما قال، فوجدته قد خصمني: فكان إذا ذكره بعد ذلك دعا له بخير""مصنف الحافظ عبد الرزاق"(11/345)

([9]) كذبت، والله لأمة خلف ولاة أمرها علماء وأمراء لهي أمة خير وسعد، ومآلها إلى نصرة ورفعة، وإنما الصغار على مخالفي الأمر، متعبدي الكذب، متعاطي الفجور، دعاة الفتن في كل قطر بُُلِيَ بهم ومصر .

وأقلب قولك عليك : لتنظر إلى آلهتك! أصحاب العمائم السوداء كظلمة قلوبهم وفهومهم وأخلاقهم، وكرر "تعسا لأمة يقودها أصحاب العمائم" السوداء، وأنت ذيلهم، فتعسا لك ولهم، ما لم تتوبوا كما تاب خير إخوانهم .

ألا فاستحي و"عشك فادرجي"

([10]) أقول فاسمع واعي واعقد عليه جنانك قبل بنانك : في بحث لي لم ينشر بعد موسوم بـ "الإعراض عن الأعراض" قلت : " ونحن بدورنا نعجب ويشتد عجبنا عندما يتسربل الفاجر ثوب طهر، وماء بل ودماء فجوره تقطر، بل تسيل و تسير خلفه، وشواهد فحشه تصحبه كظله .

إن النكاية حق النكاية : حينما يتكلم الكذوب بكلام الناصح الصدوق . حينما يتطاول صعلوك على جناب سادات الملوك . حينما يقوم العاهر من بين شعب بغية ليلبس ثوب طهر ولسان بر .

أجل .. لقد قام التشيع الفاجر يعربد ليل نهار في أجساد حريمه، ويلغ متى شاء في أعراض نسائه، ينزو هتكا وفتكا تفكها- يا شقوته- في عفة أتباعه، فإن كسل؛ باع موطن عفته واستأجر بدراهم معدودة، سلعة فاسدة كاسدة . سحقا .. سحقا .

قام هذا الذئب النهم الشره من باب "ودت الزانية أن النساء كلهن زواني" ليرمي الأطهار بالسوء والبهتان .

قام الجهول دون خوف من الجليل بطعن المسلمين وقذفهم أجمعين!

لأجل ذلك نحن نبغضه، ومن ثم نحذر المخدوعين به من أتباعه، نحذرهم، ندعوهم إلى ما فيه نجاتهم ما فيه صلاحهم ما فيه فلاحهم، والله تعالى الهادي .

نعم .. لقد قام التشيع الدعي العيي الغبي بقذف المسلمين أجمعين في حادثة لم يشهد لها – لا أقول التأريخ بل- العقل مثيل، ليكونوا جميعا خصماءه يوم الدين :

دليل ذلك : ما رواه المجلسي في "بحار الأنوار" (24/311) باب(67) والكليني في "الروضة" رواية رقم (431) عن الإمام الباقر أنه قال : "والله يا أبا حمزة إن الناس كلهم أولاد بغايا ما خلا شيعتنا".

وروى العياشي في "تفسيره" (2/234) ط : الأعلمي – بيروت والبحراني في "تفسير البرهان"(2/300) دار التفسير – قم – إيران. عن جعفر بن محمد الصادق أنه قال : "ما من مولود يولد إلا وإبليس من الأبالسة بحضرته فإن علم أنه من شيعتنا حجبه عن ذلك الشيطان وإن لم يكن من شيعتنا أثبت الشيطان أصبعه السبابة في دبره فكان مأبونا وذلك أن الذكر يخرج للوجه فإن كانت إمرأة أثبت في فرجها فكانت فاجرة".

وروى المجلسي في "بحار الأنوار"(101/85) باب في فضل زيارته في يوم عرفة والعيدين وروى الصدوق في "من لا يحضره الفقيه"(2/431) في ثواب زيارة النبي والأئمة ط – دار الأضواء – بيروت عن أبي عبد الله قال : "أي الراوي : قلت له : إن الله يبدأ بالنظر إلى زوار الحسين عشية عرفة قبل نظره إلى أهل الموقف ؟

فقال : نعم . قلت : وكيف ذلك ؟ قال : لأن في أولئك أولاد زنا، وليس في هؤلاء أولاد زنا".

وذكر العلامة عبد الله شبر في كتابه "تسلية الفؤاد في بيان الموت والمعاد" ص(162) دار الأعلمي – بيروت. فصلاً وسماه ( إنه يدعى الناس باسم أمهاتهم يوم القيامة إلا الشيعة ) وذكر روايات منها : ( ... فإذا كان يوم القيامة دعي الناس بأسماء أمهاتهم سوى شيعتنا، فإنهم يدعون بأسماء آبائهم لطيب مولدهم ) .

وروى الكليني في "الكافي" (6/391) دار الأضواء – بيروت عن علي بن أسباط عن أبي الحسن الرضا قال : سمعته يقول : وذكر مصر، فقال : قال الرسول وآله : لا تأكلوا في فخارها، ولا تغسلوا رؤوسكم بطينها، فإنه يذهب بالغيرة ويورث الدياثة"بتصرف من "حتى لا تنخدع.. حقيقة الشيعة" لعبد الله الموصلي ص(98-100) مكتبة الإمام البخاري ط. العشرين

أقول : تواروا لا تحدثونا عن الدياثة، واستحوا واستتروا عند ذكر الأعراض، واخرسوا واخنسوا عند ذكر أولاد الزنا، كفوا ما بين لحييكم وما بين فخذيكم، والفظوا الكذب على آل البيت الطاهر، وعليكم بالسنة والجلوس تحت أقدام أهلها، هداكم الله تعالى .

وألتفت للأنجاس الأرجاس الذين رفعوا عقيرتهم من أبناء مصرنا بالرفض وادعوا التشيع، طبقوا كذبكم وارحلوا لترحل معكم نجاسة معتقدكم وتبقى مصرنا الصامدة تنعم بسنيّتها، تسلم بإسلامها، صيّنة عفيفة .

احفظها اللهم وسائر بلاد المسلمين، خلصها بل خلصهم من بلايا البدع، ومكر وكيد الكفر، أمين

لقراءة الكتاب :

من هنــــــا

لتحميل الكتاب :

من هنــــــا

"ليس هذا بعشك فادرجي" للشيخ محمد ... حسونة

"ليس هذا بعشك فادرجي" للشيخ محمد ... حسونة

الحاشية

تتمة الحاشية

التحميل

لقراءة الكتاب :	من هنــــــا
لتحميل الكتاب :	من هنــــــا