نصيحة الشيخ ربيع للشباب السلفى فى ليبيا

بســـــــم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه ..
أما بعـــــد: فإني أوصي نفسي وإخواني وأحبائي في الله بما أوصى الله به الأولين والآخرين ألا وهو تقوى الله تبارك وتعالى والإخلاص لله تبارك وتعالى في كل قولٍ وعمل والاعتصام بكتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام وبما كان عليه السلف الصالح من عقائد ومناهج وأخلاق وأخوة ومحبة في الله إلى آخر ماتتطلبه هذه الدعوة الشريفة التي من رزقها فقد نال حظاً عظيماً فالله تبارك وتعالى يختار لدعوته من يرى أنه أهلٌ لها فكونوا أهلاً لهذه الدعوة (عقيدةً وأخلاقاً وعملاً) والقيام بكل ماتتطلبه هذه الدعوة مما يجعل النفوس تحبها ،وتشرأب الأعناق إليها.
أوصيكم بعد هذا بالتآخي في الله عز وجل والتراحم والتعاطف فإن الشيطان يركض ويجري وأحب شيءٍ إليه التفريق بين الإخوة والأحبة ((وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوّاً مُّبِيناً)) وقد وجد الشيطان آذاناً صاغية ونفوساً متطلعة للفرقة والتمزق والتشتت .
فأوصيكم بتقوى الله وإدراك مكائد الشيطان وشياطين الإنس لهذه الدعوة فتلاحموا وتعاطفوا وتراحموا وليرفق كلٌ منكم بأخيه وإذا أخطأ فلينصحه باللين والرفق والحكمة لأن الكلام إذا اكتنفته هذه الأخلاق يكون حسناً حلو المذاق ومقبولاً لكن لما يكتنفه الشدة والعنف والصلف فإن النفوس تكره هذا وتهرب منه لهذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم(( ماكان الرفق في شيءٍ إلا زانه ومانُزع من شيءٍ إلا شانه)) وكان يوصي أصحابه إذا ذهبوا دعاةً إلى الله تبارك وتعالى إلى البلدان ومنهم أبوموسى ومعاذ رضوان الله عليهما قال((يسرا ولاتعسرا وبشرا ولاتنفرا)) فلاحظوا هذه الأمور المهمة وهي أمورٌ منهجية لابد من الاهتمام بها والقيام بها حفاظاً على الدعوة وإفساح المجال أمامها لتنتشر في هذه الأمة التي أنساها شياطين الإنس ورؤوس الضلال أنسوهم كثيراً من العقائد الإسلامية والمناهج الإسلامية والأخلاق الإسلامية.
أسأل الله أن يوفقكم ويسدد خطاكم وأن يؤلف بين قلوبكم وأن يُذهب عنكم رجس الشيطان إن ربنا لسميع الدعاء.
كان هذا اللقاء الهاتفي مع فضيلة الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله
مساء الثلاثاء 13رجب1427هجري.
أجرى الاتصال وقام بتفريغه أبويوسف الليبي غفر الله له
--------------------------------------
الإسراء53
صححه الألباني في صحيح الجامع5654
متفقٌ عليه

الله يجزاك خير ويجعله في ميزان حسناتك اللهم آمين .